تدوينات ابراهيم المرابط في إطار نوستالجيا وذكريات الماضي.
كنت إدذاك تلميذا بثانوية المسيرة الخضراء، و كنت داخليا. كان كل يوم سبت، يوما جديدا بالنسبة إلينا. حيث أنه كان فريق أمل تيزنيت يقضي الليلة في الداخلية مصحوبا بطاقمه التقني. كانوا يلجون باب الثانوية بحقائبهم الصغيرة من نوع أديداس و پوما اللامعة. كنا ننظر إلى اللاعبين نظرة إعجاب. و كانت فتيات الداخلية آنذاك من سيدي إفني واݣلو و النواحي ينظرون إليهم باشتياق لأنهم كانوا نجوما بالنسبة إلينا. كان السي مستعين، الحارس العام للداخلية آنذاك، يتودد إليهم في المطعم و يقهقه معهم أحيانا لأنه كان حارس مرمى الفريق المحلي يوما ما، فكنا ننظر إلى ذلك بإعجاب. كانوا يأوون إلى جناح كان يسمى ب: l’infirmerie. نجوما كانوا مازلت أتذكر الأستاذ برغاز و المرحوم عزوزي مجيد و كسيلة و الملالي والساكين وآخرون. كنا منبهرين بزيهم الرياضي و بنيتهم القوية. كنت أتذكر أن كسيلة، حارس المرمى آنذاك كان في علاقة مع فتاة جميلة من سيدي إفني، و بعلمي أنه تزوجها بعد ذلك . الصراحة أن جل اللاعبين كانوا في أواخر العشرينات أو أوائل الثلاثينات من عمرهم.
كان منظرا غريبا كل يوم أحد في توقيت الغداء. كنا نحن التلاميذ، نلهت إلى تلك الوجبة الدسمة بالنسبة إلينا و البسيطة فعليا. إلا أننا كنا نحلم بتلك الوجبات التي كانت تقدم لفريقنا على مرئ أعيننا. شتان ما كنا نتناوله و ما كان اللاعبين يتمتعون به.
ما علينا، في الصباح من يوم الأحد، الكل يتحذث عن المقابلة. بالفعل، بما أن أمل تيزنيت كان في الدرجة الثانية، فكانت الفرصة لنا لنتفرج على بعض الفرق الوطنيةكحسنية أكادير أو الكوكب المراكشي أو إتحاد توارݣة و آخرون. كانت الطامة الكبرى بالنسبة إلينا هي كيفية الولوج للملعب، بما أننا لا نملك المال لاقتناء التذكرة. كان الملعب في تلك الفترة وراء السور حيث الكامبينݣ الآن. كان ملعبا ثرابيا بدائيا. وكان يحتوي على مدرج بسيط يسع لبضع عشرات من المتفرجين. كان مجيئ الفريق لحظة تثلج صدرنا ونتأهب إليها في كل حين. يأتون بلباسهم الموحد الجميل في حافلة صغيرة تحت حراسة مشددة من رجال القوات المساعدة العنيفين.
كانت جنبات الملعب تعج برجال القوات المساعدة. وأمام الملعب تغمره جماهير فقيرة و أكوام من الدراجات الهوائية. كنا في بعض الأحيان ننظر إلى بعض المتفرجين الميسورين وهم يأتون على سيارات من نوع 404 أو 504 أو Simca و يتأبطون زرابي صغيرة لكي يجلسون عليها، وأحيانا يصطحبون أبنائهم. كان منظرا سعيدا بالنسبة إليهم، يجتازون جمهورنا من الفقراء المزاليط، ويتبخترون في مشيهم كأنهم يتمتعون بإهانتنا.
حين يبدئ المكلف ببيع التذاكر بمهمته، هناك تبدئ مرحلة العذاب. نحن الصغار الذين ننظر إلى هؤلاء اللاعبين بنظرة الإعجاب، والبارحة فقط كانوا يتعشون بجانبنا بالداخلية، والآن عندما تنطلق الفرجة، تجدنا لا حول لنا ولا قوة لنستمتع بأداء نجومنا.
كانت لنا تقنية مازلت أتذكر ها. كان كلما اقتنى زبونا تذكرة، إلا وتقدم إليه طفلا من أعمارنا، يلتصق إليه إلتصاقا و يستعطفه لكي يقوم بإدخاله. كان الأطفال من دو الثمان عشر حسب علمي، يمكن لهم الدخول إلى الملعب مصطحبين بولي الأمر. كنا نتشبت بهم ونهمس إليهم بكلمات الإستعطاف من أجل الولوج إلى ذلك المكان. كل مرة و يأتي محسنا نشد على دراعه ونستعطفه. الله ارحم الوالدين. أكيسربح ربي. كانت تلك اللحظة التي نمر عبرها ذلك الحاجز الجهنمي، لحظة لا تنسى. كل مرة كان قلبي يكاد أن يتوقف. ينظر إلينا الشخص المكلف بالتذاكر، و ما كنا نجرئ أن نبادله النظرات. ولكن عندما نمر عبر تلك النقطة بالذاة، كانت قلوبنا تدق في صدورنا وتكاد أن تقفز إلى الأمام. نعجز أحيانا عن التعبير بامتناننا للشخص المصاحب الرؤوف.، فتمتزج في أدهاننا عبارة الشكر والفرح. عندما كنا نجتاز الباب الكبير للملعب، كانت عبارة الللللللاه إرحم الوالدييييبن جميلة و طويلة، لأننا كنانطلقها و نطلق سيقاننا للريح للفوز بالأماكن القريبة من باب خروج الاعبين. لكي نستمتع بالنظر إلى نجومنا الذين كنا نعشقهم، بعيدا عن نجوم وسائط السوشل ميديا الذين يجهل عنهم شبابنا الشئ الكثير اليوم.
طفولة.
مناقشة هذا المقال