Atigmedia
المصداقية والدقة في الخبر

مهنيو قطاع السياحة يراهنون على تجاوز “خسائر يوليوز” في شمال المغرب

يتواصل الحديث عن التراجع المثير في الإقبال على المدن الساحلية شمال البلاد خلال الصيف الجاري، وسط انتقادات ارتفاع أسعار الفنادق والإقامات السياحية، غير أن الفاعلين في القطاع يراهنون على شهر غشت لتجاوز الخيبات التي تلقوها في يوليوز الذي شارف على نهايته.

في مدينة طنجة التي تضيق بزوارها خلال صيف كل عام يشكو خالد، وهو سائق سيارة أجرة صغيرة، قلة الرواج والحركة المعتادة في هذه الفترة من السنة، مرجعا ذلك إلى الوضع الاقتصادي العام في البلاد.

وقال السائق ذاته في حديث مع هسبريس بلكنته الشمالية: “الوضع مقصح (سيئ) أخاي ديالي، والرواج قليل مقارنة بالسنة الماضية”، مؤكدا أن مداخيله تراجعت بنسبة تفوق 40 في المائة.

وأضاف الشاب الثلاثيني: “الله يحسن العون للجميع، نحن نعيش مع (الدراويش) البسطاء، والغلاء هذه السنة لم يترك لهم مجالا للسفر وقضاء العطلة الصيفية”، معبرا عن أمله في تحسن الوضع خلال غشت.

وتابع السائق ذاته في حديثه مع الجريدة: “لكن الحمد لله في الأيام الأخيرة من يوليوز بدأ الرواج يظهر شيئا فشيئا، وهي علامة على أن الخير قادم”، وزاد أن عروس الشمال من دون (البراني) السياح “لا يمكن أن تحقق الرواج المعتاد في الصيف”.

الرواج المفقود بالنسبة لصاحب سيارة الأجرة بطنجة يبدو أكثر وضوحا عند الفاعلين في القطاع السياحي بالشمال، خاصة بمدينة تطوان وضواحيها، التي ظلت تشكل وجهة مفضلة لدى الكثير من الأسر المغربية في السنوات الأخيرة.

خليل العمراني، واحد من المستثمرين في القطاع السياحي بإقليم “الحمامة البيضاء”، أكد لهسبريس الانطباع السائد حول صيف هذا العام، إذ قال: “شعرنا بنقص ملحوظ في شهر يوليوز مقارنة مع السنة الماضية، وهناك غياب واضح لحضور السياح في المناطق الساحلية لتطوان”.

وعن الأسباب التي أدت إلى هذا الوضع لخصها العمراني في “تأخر الموسم الدراسي وصرف أجور الموظفين الخاصة بشهر يوليوز في منتصف يونيو”، مقرا بأن الدخل المحدود للمواطن المغربي يؤثر.

وأورد الفاعل السياحي ذاته: “في الأيام الأخيرة من يوليوز بدأنا نسجل إقبالا متناميا، فالحجوزات مهمة في شهر غشت ولله الحمد، لكن شهرا واحدا من العمل لا يمكن أن يغطي مصاريف السنة كاملة”، مقرا بأن الأسعار المرتفعة تساهم في ضعف الإقبال.

وردا على سؤال حول المقارنات التي يقيمها المغاربة بين الأسعار الملتهبة شمال البلاد مقارنة مع مدن الجنوب الإسباني اعترف العمراني بأفضلية الأسعار في الضفة الإسبانية مقارنة مع المغرب، مؤكدا أن القطاع السياحي في الجارة الشمالية “متفوق علينا ويتيح عروضا في متناول الجميع”.

وزاد المتحدث موضحا أن “الشقة التي يمكن أن يكتريها المواطن المغربي في الشمال بـ1200 درهم لليلة الواحدة يمكن أن تكلفه في الجنوب الإسباني حوالي 800 درهم مع وجبة فطور، وهو الأمر الذي يفسر الإقبال الكبير على الوجهة الإسبانية بدل المغرب”.

ودعا الفاعل ذاته إلى الاجتهاد والاستثمار أكثر في البنيات التحتية من أجل تعزيز قوة وتنافسية السياحة المغربية في المنطقة، مؤكدا أن “سياحا أجانب حلوا بالمغرب واشتكوا من ارتفاع الأسعار، الأمر الذي يؤكد أننا مازلنا بعيدين عن المنافسة الحقيقية”.

قد يعجبك ايضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.