من تاريخ منطقة سوس.
السيد الحاج محمد الحبيب البوشواري الميلكي التنالتي (المعروف : سیدی لحاج لحبيب) هو فقيه ومتصوف مغربي مشهور .كانت حياة العلامة كلها حياة جهاد وكفاح، لم يلق في لحظة منها السلاح ولم يخلد إلى الراحة والكسل، وإنما صبر وصابر ورابط في واجهات متعددة، أهمها: واجهة محاربة الجهل ثم واجهة محاربة الاستعمار:
فعندما اكفهر الجو السياسي في المغرب في أوائل القرن العشرين الميلادي، ووقعت وثيقة الحماية، شعر الحاج الحبيب – كما شعر غالب [[علماء سوس – بأن الواجب الديني والوطني يفرض عليه أن يكون في طليعة المجاهدين، دفاعا عن الوطن والمواطنين وحماية لدار الإسلام والمسلمين، فانضم إلى الشيخ أحمد الهيبة، عندما تزعم الحركة الجهادية في تيزنيت عام 1330هـ/1912م وكان صاحب سره، ومن أخلص مستشاريه، ورافقه إلى مراكش، وكان يتردد عليه وعلى خلفه في كردوس إلى أن دهم الاحتلال الفرنسي جبال جزولة كلها سنة 1352هـ فتعرض لمضايقات ومناوشات عديدة من الفرنسيين، لدرجة أنهم أمطروا مدرسة تنالت بوابل من القنابل بواسطة الطائرة، وهذا ما جعله يلتحق بمنطقة أيت باعمران مستخفيا، ولم يرجع إلى مدرسة تنالت إلا بعد أن واتته الظروف. وقد كان طوال فترة الحماية يكره الاستعمار والمستعمرين ويتحرق شوقا إلى انعتاق المغرب من ريقة العبودية والاستغلال، ويعمل كل ما بوسعه لوحدة صف المغاربة، وجمع كلمتهم.
مناقشة هذا المقال