الى الذين يغردون خارج السرب…
سمعنا وشاهدنا مأساة إحراق العلم الوطني في الساحة العامة … وهو عمل مدان… و مدان من كان وراءه و من خطط له ، مدانة تلك الأيادي التي امتدت لتشعل النار في العلم و في قلوب المواطنين وعلى رأسهم ساكنة الريف قاطبة الذين خرجوا للمطالبة بالإفراج عن المعتقلين فوجدوا أنفسهم وجها لوجه مع تهم جديدة و مآمرات أخرى تحاك ضدهم “باحترافية” كبيرة مرة أخرى!!
مناسبة هذه التدوينة هو الزج بممثلي الشعب في تغريدة خارج السرب….
فقد طالب رئيس مجلس النواب من الحاضرين ترديد النشيد الوطني بمناسبة إحراق العلم الوطني…!!!
غير أنه ويا للأسف أخلف الموعد مع التاريخ مرة أخرى …
فما هكذا تكون محبة الأوطان يا سيادة الرئيس… محبة الوطن ليس شعارات نرددها حسب الظروف والحاجة … الإنتماء للوطن ليس علما نتدثر به لقضاء مأرب أو تحقيق مصلحة أو غاية …
الوطن والعلم والنشيد فوق كل هذه الاعتبارات… إنه خدمة المصلحة العامة و الإستماع لنبض المواطنين و آهاتهم … هو البحث الحثيث عن الثغرات لسدها بدل تعميقها … هو تتبع حالات الانهيار التي تهددنا والتصدي لها بحزم و بوطنية حقيقية … هو العمل على انتشال البلد من الوضع المأزوم الذي وصلت إليه…
الإنتماء للوطن هو مواجهة الأخطار المحدقة بنا و جلب الحلول الكفيلة بتحقيق الكرامة والعدالة والانفراج…وليس ترديد النشيد تحت قبة البرلمان وكأننا بصدد إشهار الحرب على منطقة عزيزة على قلوب المغاربة هي منطقة الريف التي عرفت عبر التاريخ بتصديها للمستعمرين الفرنسي والاسباني حيث لقنتهم دروسا لا تنسى …
فكيف لا تستخلصون الدروس؟ فبعد إدانة نشطاء حراك الريف و نعتهم بالانفصالين حتى قبل أن تدينهم المحاكم، ها أنتم تعيدون الكرة ثانية وكأن لكم ثأرا تبغونه من أبناء و حفدة المقاومين و المجاهدين…
كفى… رفقا بهذا الوطن و رفقا بعلمه و بنشيده ، لا تزجوا بنا في متاهات لا يعلمها إلا الله… ولنغلب الحكمة و مصلحة البلاد في أفق المطالبة الجماعية بانفراج سياسي واقتصادي و اجتماعي ربما تنالون عليه جزاءا مستحقا .!
إياكم أن تستمروا في التغريد خارج السرب…
منقول عن أسماء الوديع .
مناقشة هذا المقال