بجرة قلم، الغى رئيس مجلس النواب، رشيد الطالبي العلمي مباراة توظيف ستة ملحقين إداريين ممتازين والخاصة بالترجمة الأمازيغية بالغرفة الأولى للبرلمان، وهو القرار الذي اعتبر بمثابة شطط في استعمال السلطة وتراجع غير مفهوم حول إدماج الأمازيغية في كافة مناحي الحياة ومنها قبة البرلمان.
وبإلغاء المباراة يكون رئيس المجلس أمام عاصفة انتقادات حادة خاصة أنه احبط آمال 83 شابة من شاب من حملة الدكتوراه والماستر والذين تم قبول ملفاتهم لاجتياز المبارة من بين عدد كبير من قدموا ترشيحاتهم. ولم يقدم المجلس أي تبرير لإلغاء المباراة ، باستثناء ما نقل عنه موقع العمق الذي نسب الى الطالبي العلمي قوله أن “مجلس النواب كان يراهن على فراغ مناصب الشغل بالنظر إلى كون موظفين مقبلين على التقاعد، إلا أن المعنيين بالتقاعد، يضيف العلمي حسب المصدر ذاته، طلبوا التمديد وبالتالي لم تعد مناصب الشغل متاحة لذلك تم تأجيل مباراة التوظيف إلى السنة المقبلة”، وهو الرد الذي لم يستسغه عدد من المرشحين للمباراة، واعتبروه غير مبرر ومحاولة للتهرب من التزام المؤسسة خاصة انهم تحملوا أعباء إعداد ملفاتهم والتنقل إلى العاصمة الرباط و اجتاز المتبارون المقبولون في مرحلة الانتقاء الأولي الامتحان الكتابي دون إعلان نتائجه، قبل أن تحطم أحلامهم بإلغاء المباراة كلية وليس تأجيلها، كما ورد في التصريح المنسوب إلى الطالبي العلمي.
المباراة الملغاة ، سبق وان علن عنها مجلس النواب، وهي مخصصة لتوظيف ستة ملحقين إداريين ممتازين بالأسلاك الإدارية لموظفات وموظفي مجلس النواب، لمزاولة وظيفة الترجمة الفورية والتحريرية لأشغال المجلس من وإلى اللغة الأمازيغية، وفتحت المباراة في وجه المترشحين من جنسية مغربية، الذين تتراوح أعمارهم ما بين 18 و 45 سنة والحاصلين على دبلوم أو شهادة الماستر، أو الماستر المتخصص ،أو دبلوم الدراسات العليا المعمقة، أو الدراسات العليا المتخصصة في الدراسات الأمازيغية، أو ما يماثل هذا التخصص أو إحدى الشهادات المعادلة لها طبقا للنظار الجاري به العمل، مع إتقان جيد للغة الأمازيغية كتابة وتعبيرا بالإضافة إلى الإلمام الجيد بإحدى لهجات الأمازيغية (تشلحيت، ترفيت، تمازيغت).
ويأتي هذا الإعلان تزامنا مع النقاش الذي عرفته جلسة الأسئلة الشفوية الأسبوعية بمجلس النواب، أمس الاثنين 16 ماي المنصرم، حيث تحفظ عددا من النواب على ما اعتبروه “جهودا غير كافية” في ترجمة جلسات البرلمان للأمازيغية، حيث اقتصرت الترجمة الفورية المتاحة لحد الساعة على رؤساء الفرق، في الوقت الذي طالب فيه بعض النواب بأن تكون الترجمة متاحة للمواطن العادي الذي يتابع أطوار الجلسة.
وسبق أن استعان مجلس النواب مؤقتا بمترجمين دون أن تتوفر فيهم الشروط الضرورية أو خبرة في الترجمة أو حاصلين أية شهادة من معهد متخصص ولا تكوين من قبل خبراء المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية ، وشرع المجلس في العمل باللغتين العربية والامازيغية والترجمة الفورية باللغتين في الجلسات العامة الاسبوعية المخصصة للاسئلة الشفوية ، وهي التجربة التي أعلن عنها رئيس المجلس معتبرا إياها من رصيده ومنجزاته، قبل أن يمحوها بجرة قلم في انتظار تحرك الفرق البرلمانية في الموضوع أو إحالة الملف على القضاء لانصاف شابات وشباب من قرار “معيب” تفوح منه رائحة التعسف في استعمال السلطة .
مناقشة هذا المقال