بقلم رضوان التجاني
مسلسل يصلح أن يكون مادة في معاهد الفن الدرامي لتعلم ما يجب تفاديه في كتابة السيناريو (دون الحديث عن حقوق الملكية و التأليف). مشاهد كثيرة تبدو من صلب الأحداث تنسى (مطالبة البتول لحميد بالتتبع اللصيق لعمر المعطاوي) و أخرى يتخلى عن تتمتها (قضية اعتقال حليمة و تطوع صديقتها لتحمل التهمة في حين أن فبركة القضية كانت قريبة من الافتضاح ليتم نسيان الموضوع و لم تذكر الصديقة الحميمة قط) و يلاحظ ضعف التدقيق في هوية و نفسية و سلوك الشخصيات. فحتى المشاعر لا تعطاها الفرصة و الوقت لتبنى و تقنع المتلقي لنجد في كل حلقة تغيرات مفاجئة في التفاعل و الانفعال و ردود الفعل ليصبح العمل مفككا يبعد الأحداث و الشخصيات عن الواقع و الواقعية و يبعدها بالتالي على شد المشاهدين.
من جهة أخرى أتساءل عن النموذج الاجتماعي و القيمي الذي يدافع عنه المسلسل فهو يعرض من بين ما يعرض تعدد الزوجات بتساهل و تطبيع حتى (و مهين أكثر عندما تقوم الزوجة الأولى بخطبة الثانية لزوجها) و ما هي الصورة التي يريد أن يقدم بها المسلسل الشيخة حليمة هل هي المرأة المكافحة التي تربي بنتها على القيم و على عزة النفس أم المرأة الوصولية التي تندفع و تدفع معها بنتها من أجل مكاسب مادية بكل انتهازية و جشع بدون أي وازع أخلاقي.
مناقشة هذا المقال