بقلم مليكة طيطان.
هذه الأيام تنشر جريدة المساء حوارا مطولا مع السيد محمد اليازغي , كاتب أول سابق لحزب الاتحاد الاشتراكي . هذا الحوار أعتقد سفر تكوين سيرة نضال قبل القبر .
من بين الأشياء التي تثير الاستغراب وفي سياق الحوار طبعا أن اليازغي اعترف بعدم رضاه بل ضجره وتكريم وزير الداخلية إدريس البصري مباشرة بعد إقالته … التكريم أقامه الأستاذ المجاهد عبد الرحمان اليوسفي بصفته كوزير أول لحكومة تناوب توافقي في انتظار التناوب الديمقراطي الموؤود , عدم رضى سي محمد اليازغي وضجره بدا لي أن الرجل لا يحترم نفسه كما لا يحترم التاريخ , وحجتي في ذلك أن سي اليازغي وفي أوج سنوات الرصاص والتضييق المتواتر عن الاتحاد الاشتراكي وجناحه النقابي ( معتقلون بالعشرات ومطرودون من وظائفهم بل سدت جميع منافذ العيش حتى لأفراد أسرهم ) استقبل ضمن المدعوين إدريس البصري وزير الداخلية في حفل عقيقة ابن اليازغي . تربع الضيف القوي في صدارة اللمة , مناضل صادق ابن الحركة الاتحادية الأصيلة اسمه منقوش بإزميل الإخلاص للحزب كما النقابة (محمد بالراضي) رحمه الله المقيم عدة مرات في المعتقلات السرية والعلنية حضر الحفل , أخبره أحد المناضلين الحاضرين بأن إدريس البصري يشارك الاتحاديين طعام وحلويات عقيقة الوليد …لم يصدق كما لم يستطع تمييزه من بين الحضور نظرا لضعف بصره وكما يعلم الجميع يستعين ببصيص النظر بنظارات سميكة لم … يبالي ببروتوكول اللمة المدينية هو المنحذر من الفقيه بنصالح . قصد الشخص الجالس في الصدارة اقترب منه حتى كاد يلامس وجهه تأكد أن المصاب جلل يحضر والجلاد نفس المناسبة حاول مرة أخرى مسح نظارته تأكد ردد بصوت مسموع (والله إلى هو والله العظيم هذا إدريس البصري ) صرخ في وجه اليازغي وغادر يحدث نفسه عن هول ما جرى وما يجري في الخفاء مع المخزن .
2 – في سياق سيرته عن الطفولة والعنفوان تأكد بأن والد اليازغي رحمه الله يشتغل مشاوريا في دار المخزن , هذا المعطى أحالني إلى التركيبة السيكولوجية المختزلة في فهم اليازغي للترقي السياسي يستحيل أن يتم في وضع عائلي بسيط جدا بعيدا عن صمام أمان المخزن ومظلته بمعنى أن الترقي المنشود آنذاك يرتبط برضى المخزن فكانت البوابة مصاهرة أكبر عائلة لها حظوة في دار المخزن … والمعروف تاريخيا أن أبناء العائلات الكبرى التي كانت تحيط بالمخزن والتي وقع تصفيتها فيما يسمى بدسائس القصور ( بالإمكان الرجوع إلى تصريحات المستشار الوزير السابق عبد الهادي بوطالب ) … هذه العائلات بعض أبنائها خرجوا من طوق المخزن واقتنعوا بمنهج آخر في الفكر أكثر تحررا وبوعي جديد كنموذج
( أنيس بلافريج ابن أحمد بلافريج وعم زوجة سي محمد اليازغي )
3 – محمد اليازغي أسس لمدرسة داخل الاتحاد توالي المخزن واستطاع رفقة آخرين معروفين لا داعي لذكر أسمائهم أن يحاصروا الزعيم عبد الرحيم بوعبيد المعروف عنه مناهضة الثقافة المخزنية والدفاع عن قيم الديمقراطية والحرية .
4 – محمد اليازغي بالمباشر هو المسؤول الأول عن وفاة الصحافي المتميز صاحب رسالة باريس محمد باهي حينما أسندت له إدارة التحريرفي جريدة الاتحاد الاشتراكي اقتناعا بكفاءته المحصنة بارتياح الكاتب الأول سي عبد الرحمان اليوسفي لأن اليازغي كان يعتبر قيادة اليوسفي للإتحاد ابتداء من 1992 بمتابة تأخير لزعامة ينتظرها ولأن الاعلام الممثل في الجريدة تعد القناة التواصلية الوحيدة مع القواعد.
5 – في هذا الحيز لا تفوتني الفرصة دون أن نعرج مشيا على توالي فجيعة 2002 باغتيال الحلم رغم أن الزعيم سي عبد الرحمان تمسك بالأمل ورسم خطة عمل بخطين متوازيين سقفها سنتين كافية لتصحيح الأخطاء فكان الرهان على الانتخابات الجماعية أساسا عمودية الدار البيضاء لما تمثله من رمزية وقوة . أقف هناك حيث تصفية الحساب و الانتقام وأستحضر دور اليازغي وأتباعه في إفشال المشروع وكفاءة الكبار بتنسيق مع رجل المخزن القوي رغم أن المؤشرات تدل على فوز الاتحاد وبامتياز …أيضا نستحضر الحملات التشهيرية لجريدة البازغي الأحداث المغربية وهكذا سقط القناع .
6 – محمد اليازغي لكي يؤكد أنه فعلا يطمح باستمرار أن يكون من دار المخزن رغم أن هذا الأخير يشكك فيه , حاول أن يؤسس لخلافة ابنه باختصار حينما شغر منصب سفير المغرب بباريس أجرت جريدة أخبار اليوم مع اليازغي حوارا قال فيه : أنه صديق لفرنسوا هولاند إذن اللبيب بالإشارة فالرجل لم تكفيه الإستوزار بل طمح في التمثيلية الديبلوماسية من خلال توريث أنجاله .
الأمر واضح جدا تسلل المخزن إلى الاتحاد الاشتراكي عبر اليازغي كما تسلل من خلاله باسم الانفتاح والاندماج حزب البصري المؤسس في أوطيل حسان إلى الحزب وهكذا أكل محظيوا ومحظيات المخزن الغلة وسبوا الملة وشدوا الرحال.
ملاحظة لها علاقة وطيدة بالرجل
——————-
نعم الرجل يحمل عاهة إثر طرد ملغوم في ظروف غامضة توصل بنفس الطرد الشهيد عمر بنجلون بحنكته لم يفتح الطرد كما هو حال اليازغي هذا قبل 1973 المناضل الاتحادي سي عبد الرحما ن في استجواب موثق بفيديو طرح عليه مقارنة بين سي عبد الرحيم بوعبيد وسي محمداليازغي الأستاذ سي بنعمرو كان صادقا أشاد ووقف طويلا عند الخصال النضالية لعبد الرحيم بوعبيد بل وبرأه من جرح غائر 8 ماي 1983 لكن عند اليازغي حسم الوضعية بأن يازغي ما بعد 1973 كلام آخر وبالتالي هو المسؤول .
مناقشة هذا المقال