حتى وأن الفواجع تأتي من حيث لا يدري الانسان ولا يعلم بوقوعها حتى تحدث الكارثة، إلا أن صمت الحكومة التي يجلس وزرائها اليوم في كل مجلس الخميس الحكومي بالرباط، على كراسي وفيرة من خشب جبال الاطلس، والمطرزة بجلد حيوانات جبال الاطلس، ويضعون أمامهم قنينات من الماء المعدني المسروق من عيون جبال الاطلس…، هو صمت رهيب، ومجع جدا وقاسي يزيد من حدة الالام… يجلسون وينتظر ناطقها الرسمي بعد 24 ساعة على وقوع الكارثة، مشكلته أنه لا يملك الرقم الرسمي للضحايا لكي يعلن عنه، الناطق الرسمي للحكومة، ينتظر عدد الموتى والضحايا، قبل أن يعود الى فيلاته الضخمة بشاطئ الهرهورة…
ماذا تنتظر حكومة العثماني ؟ لكي لا تتحرك إلى مكان الفاجعة واعطاء تعليمات لتسريع وثيرة الانقاذ….
ليتهم يعرفون أن المنطقة لها رمزية تاريخية عظيمة، منطقة اجوكاك قريبة جدا من مسجد تينمل حيث يوجد مقر رئاسة أكبر إمبراطورية عرفتها شمال افريقيا والاندلس، في مسجد تنمل حيث يوجد قبر مؤسس دولة اموحدين، الموحدون، وربما يوجد فيه قبر أول سلطان الموحدون عبدالمومن الݣومي، وحين نقرأ سيرة المهدي التي كتبها البيدق، نعرف أن طريق تيزي نتاست كانت معبرا سلطانيا، ومحور الرحلات التي كان ابن تومرت يتخذه لتنقلاته بين أرغن بضواحي تارودانت وتينمل بايجوكاك…..هذا المحور الجبلي الشاهق والشاق، كان نبض الحكم الموحدي، واتخذوه كذلك، ليس بالصدفة، وإنما هو موقع استراتيجي جدا، وله مزايا كثيرة لا يعرفها إلا ابناء مصامدة الجبل، الذين حققوا أول وآخر دولة وحدت كل بلدان شمال افريقيا والاندلس….تحت أكبر إمبراطورية في التاريخ….
اليوم أصبح ابناء الجبل يموتون تحت تراب سيول الفيضانات، ويموتون بالعطش، وبسم العقارب والثعابين ويموتون في حوادث السير ويموتون بالبرد الشديد….ويموتون بسبب تأخر الاسعافات…ويموتون نتيجة الاهمال والنسيان….
يموتون…..
مناقشة هذا المقال