خاطرة بقلم الدكتور سدي علي ماءالعينين، ابريل، اكادير، 2023.
السؤال الان : لماذا هذه الافة تنخر الانسان وهناك من يعتبرها عادية وهي من طبائع الأمور؟!!
فماذا لو عكسنا الاية ، ورزق الله لهؤلاء ما ليس عندهم وعند غيرهم ، ولكن ليس مما يرونه هم نعيما ، ولكن في ما يراه غيرهم ابتلاء ؟!!
قبل أن يمنحك الخالق فضل القدرة على الوقوف لتقابل وجهك في المرآة، ماذا لو اقعدك طريح الفراش ، أو كنت نزيل مستشفى تحيط بك الالات و جسمك مربوط بانابيب تحمل لك الدم والاكسجين والدواء ؟
ماذا لو منحك الخالق لذة الوقوف أمام المرآة لكن حرمك من لذة البصر لتتطلع لطلعتك البهية التي لم تعجبك ؟
و ماذا لو كنت زوجة تقفين أمام المرآة تتحسسين علامات اللكمات التي رسمها زوج همجي على وجهك بدل تحسس مكان قبلة الوالد قبل مغادرة البيت ؟
وقس على ذلك ، بامثلة يمكن أن نسردها إلى ما لا نهاية …
لكن هناك حقيقة على كل مخلوق أن يدركها و سيعرف قيمته و قيمة ما عنده ، و يفهم سر وجوده:
هل تعلم و انت تمشي بالشارع وانت تتباهى بعيونك العسلية او سيارتك الفارهة او لبستك الجديدة او شعرك المسترسل على كتفيك، او قوامك الرشيق الذي يتمايل في ممر الراجلين ويلعب بعقول وعيون الراجلين،
هل تعلم في هذه اللحظة أن عدد الذين يرونك لا يتجاوزون العشرة و عندما تقطع مسافة يراك عشرة آخرين ، والى آخر اليوم يراك مثلا مائة فرد بين مهتم و بين غير مبال و بين حاسد و بين فرح ….وحتى لو جلست وسط الالاف بملعب فإنهم لا يرونك؟
ولكن أين بقية الكون لتتباهى امامهم؟
يا سيدي، ويا سيدتي ، عندما تدرك أن من يسكنون معك المدينة لا يعرفون بوجودك ، و كذلك الحال بجهتك و وطنك والقارة التي يتواجد بها وطنك ، والعالم الذي تسكن حيا من أحياء كوكبه، و انك تقف على أرض الكرة الارضية التي ليست سوى مجرة من ملايين المجرات السماوية !!!!!!
فأين انت في كل هذا ؟
انك أصغر من حبة رمل في الصحراء تتلاعب بها الرياح ،ولا أحد يحس بوجودها،!!!!
فلماذا تشغل نفسك المريضة بالتفاهات و تصيبها بعاهات وافات تفسد عليك طعم الحياة؟
عش لنفسك، وافعل الخير مع كل من حولك ، ارضى بما لديك من خالقك ، وامنح لنفسك الطموح لتنال ما ناله غيرك بجهدهم وعملهم
و اعمل واجتهد وسيكون لك نصيب مثل غيرك فالله ضامن لكل دابة على الارض رزقها ،
لا تنشغل بما عند غيرك ، ولا بما ليس لديك، ولكن تعلم أن تتقاسم ما لديك مع غيرك، و تساعد غيرك ليكون لديه ما لديك بالحب وليس الغيرة والحسد.
إن اكبر نعمة منحك الله هي انك انسان، وكي تكتمل انسانيتك لابد أن تكون رسالتك هي حب الانسان والذي هو انت وهو غيرك ، ولا ينفصلان،
احبوا بعضكم البعض ، وكسروا المرايا التي لا تظهر مكامن النفوس و الاحاسيس النبيلة، ،كسروا المرايا التي تسكنها الشياطين ،
افتحوا قلوبكم تروا العالم جميلا وتكونون اجمل. القلوب النيرة لا تحتاج منكم أن تقفوا أمام المرآة ولا أن تعبروا حيكم الى الحي المجاور ، القلوب مفتوحة تقطع المسافات، و تعانق الكون وخالق الكون وكل المخلوقات.
بوركتم اصحاب القلوب النيرة
فهل تعتبرون؟
مناقشة هذا المقال