ما زال بعض ضحايا الإيديولوجيات الشرقانية يحاولون إرغام الأمازيغ على أن يلبسوا ملابس لا تلائمهم، ويتقمصوا هويات غير هويتهم، فسواء تعلق الأمر بالفن أو الرياضة أو العلوم أو أي مجال، يصبح كل من ينجح ويبرز إسمه في شمال إفريقيا مكسبا للعروبة، التي لا يخجل دعاتها من التزوير والكذب، وحتى عندما تنتصر فرق شمال إفريقيا في الكرة ، تصبح “فخرا للعرب والعروبة”، وهذا معناه أن هناك من ما زال يحلو له أن ينظر إلى الواقع بنظارات قديمة وبالية، لم يعد لها من مفعول سوى تشويه الواقع.
إن أمازيغ شمال إفريقيا وفراعنته ليسوا عربا، وإن كانوا قد استقبلوا على أرضهم أقواما مختلفة عبر التاريخ، وفيهم أقليات عربية من أبناء القبائل القادمة من جزيرة العرب، إلا أن إقامتهم في شمال إفريقيا لمدة ثمانية قرون وأكثر ، يجعل منهم أبناء أوطانهم، لا أبناء جزيرة العرب، وإننا نستغرب للذين قضوا بيننا قرونا طويلة وما زالوا ينسبون أنفسهم لوطن بعيد عن وطنهم، ولا يشعرون لا بانتمائهم القاري لإفريقيا، ولا بانتمائهم الوطني لبلدانهم التي ولدوا بها وسيضمهم ترابها عند مغادرتهم هذه الحياة، التي مروا بها دون أن يعرفوا من هم على وجه التحديد..
عادل أداسكو
مناقشة هذا المقال