يرتبط هذا المفهوم بالحسابات البنكية و الأرصدة، لكن في حقيقة الأمر هو تعبير عن تراكم عمليات تحقق ارباحا و تجمع نتائج تلك العمليات،
لذلك انتقل المفهوم من المعاملات المالية إلى المعاملات الإنسانية والإجتماعية ونزيد عليها الحزبية،
هناك من لا يهتم بمصدر الأرصدة ولا طرق عملياتها، لكن هناك من يعتبر مفهوم الرصيد مفهوما قيميا يبنى على مسار وعلى مواقف وعلى غايات تعطي لصاحبه مكانة في المجتمع وفي محيطه،
سهل ان تتسلق المسؤوليات بالركوب على الموجات و مسايرة الظرفيات، لكن من الصعب أن تعطي لتلك المسؤوليات قيمة مادامت تعكس كنه فلسفتك بأن الغاية تبرر الوسيلة ،
في حياة المرء تحديات، وفي مساره مطبات تختبر عمق فكره وسلامة سلوكه ومعدنه، لذلك لا تغريك مناصب يصل لها البعض على جتث الأحياء منهم والأموات، ولا على حساب قيم تشكل جوهر بناء المجتمع،
أن تكون مناورا كبيرا هذا ممكن فتلك من سلوكات العباد، وأن تمتلك القدرة ان يكون لك اتباع فهذا امر طبيعي تمليه طبيعة العلاقات الإنسانية المبنية على المصلحة ،
لكن قيمة المرء ليست دوما في رضى الناس عنه فرضاهم يباع ويشترى و يكون محكوما بالإغراء، و الميولات ، لكن رضاه عن نفسه يكون نابعا من قناعاته بما يفعل، و إيمانه بمنهجه ونهجه،
فعلا، إن رجلا مثل بونابارت زعيم الإنتصارات، يكون صادقا حين يقول ان الإنتصارات الحقيقية هي التي نحققها على أنفسنا، انتصارات تجعلنا راضين عن قراراتنا فرحين بمسارنا مؤمنين بأن ما وصلنا اليه هو جني لثمار عملنا،
إن الكهرباء ينشر النور، لكن قرى كهربائية تنشر الظلام الأمس، ظلام القيم، والانى الجمعي والمصير المشترك،
قرى تحولت إلى مرسا لقراصنة الأرصدة، و جعلت من الحاضرين نسخة ممسوخة من مسرحية :شاهد مشافش حاجة”
راكموا المسؤوليات في سفينة القبطان الذي لا بر يغريه، ولا بحر يخيفه ،ولا قانون سماء يحكمه، إنه يخلد للنوم حين ينتصر وهو يغدي طموحات الاتباع، فتجاوبهم وحده من يغنيه عن تأنيب الظمير،
فزمان قالوا :
ليس العيب إن يعتقد فرعون انه إلاه، لكن العيب أن يصدقه الناس،
فهل تعتبرون؟
أكادير ،فبراير2022
مناقشة هذا المقال