بقلم رشيد الإدريسي.
خبر حزين وأليم ،الصحفي الكبير والمناضل الديمقراطي خالد الجامعي يفارق الحياة ويودعنا، بعد مسيرة حافلة، وهو الذي ظل قلمه وصوته الى جانب قضايا الحريات وحقوق الانسان مناصرا ضحايا التسلط والظلم والاستبداد ،ومعارضا قويا للسلطوية والاستبداد ،
اشتغل في الميدان الصحفي قادما اليه من وزارة الثقافة ،وتعرض للاعتقال سنة 1973 بسبب مقالات …تحمل مسؤولية رئيس تحرير جريدة لوبنيون كما تحمل المسؤولية لسنوات في اللجنة التنفيذية لحزب الاستقلال ،وفي في بداية التسعينات وجه رسالة مفتوحة لوزير الداخلية ادريس البصري ضد كل اشكال التهديد والتضييق ،ولقد كانت بمتابة حدث سياسي ،كشفت تلك الرسالة شخصية الجامعي ومواقفه وهي المواقف التي واصل التمسك بها والدفاع عنها التي ستبعده عن حزب الاستقلال، وخصوصا انه عارض بشكل قوي التجاوزات والانتهاكات التي مست الحريات وحقوق الانسان وخصوصا حرية الصحافة التي تعرضت للمنع والمصادرة واضطر عدد من الصحفيين الى مغادرة البلاد .
لقد كان الجامعي مطلعا على الوضع السياسي ومعطياته وخباياه ويعرف حقيقته السياسية وحقيقة من يحكم ومن يمسك بزمام القرار ، وهو ما عكسته كتاباته واستجواباته التي كان يقف من خلالها على طبيعة المخزن وميكانيزماته وسيطرته واخضاعه للنخب وتهميشه للمؤسسات وتحكمه في الحياة السياسية والاقتصادية ،ومن هنا كانت اهمية كتاباته التي تكشف الحقائق وزيف شعارات الديمقراطية والانتقال الديمقراطي والعهد الجديد …
لقد ظل يتطلع الى مغرب ديمقراطي تعددي حر يضع حدا للاستبداد والتسلط ،مغرب المؤسسات والقانون وحقوق الانسان ،سيتذكر المغاربة في نضالهم المتواصل رجلا صادقا مخلصا ظل واقفا الى جانبهم ضد الظلم والقهر السياسي والاجتماعي ، ومن أجل مغرب جديد
وداعا خالد الجامعي ستظل ذكراك موشومة في قلوب وذاكرة احرار الوطن.
مناقشة هذا المقال