بقلم محمد الرايسي.
ليس بالأمر الهين أن تنساب الكلمات من مخيلتك خيطا فياضا فتنسج به ألوان البيان و البديع أصنافا و أنماطا تؤثث للإبداع و الأدب في أرقى تجلياته.
و الأصعب أن تكون لك من ملكات الإبداع زخم من الخام فلا كير السليقة تؤجج شرارته و لا طرقات المطارق على سنادينه تطوعه و تشكله بديعا من صنف النثر أو القريض.
لكن قلة حباهم الله بهذه السليقة و الملكات و جعل انسياب الكلمات من أفواههم و أناملهم ماءا زلالا يرتوي به عطشى الأدب و مدمني الصالونات الأدبية و الثقافية و معاقري مدام الإبداع و المنتشين بأريج بديعه و بيانه.
و أشهى المجالس و أرقها حيث النواعم جلساؤها و السائرات بينهم بأكواب من القريض و المؤانسات لندمائها بسير القصص من نسج خصب الخيال و مولودة بأعف الكلام في مجالس يحفها الوقار و تذوق دال و مدلول ما فاه به قريض أو قصص سوالف نطقت زايا أو ضادا او ما سار على شاكلته من بديع موليير و شكسبير و كل من غرف من وادي عبقر ورشف بلسان الإبداع و الفن قبل الإنتماء ذلك أنه أولا و أخيرا إنسان.
ذلك ما استشرفناه في نهج سيرة حبلى بالطاقات و المهارات و التكوينات ،مخاض ولادتها طبيعي أنجب من عطايا الإبداع و الأدب اسما من باقة نون نسوة تميز عن باقي ورود الباقة فأضحى خديجة أروهال.
تيليلا الإبداع الأمازيغي زاوجت الأمومة و العطاء الأدبي فأنجبت القصص و القصائد و لم تحرم نفسها انجاب طفلين .
رضعت لبن أثداء مير اللفت الباعمرانية الحرة حيث المولد و رشفت جرعات من شاي تزنيت المنعنع مقام الإبداع و الطرب.
فسار مفعول اللبن و الشاي في عروق أروهال فأوجد لنا شخصية أبية مناضلة دافعت بالكلمة و المسيرة عن ثلاثية لونية جمعت بين الأصفر و الأزرق و الأخضررمز الأحرار من منبث تامزغا.
شرارة النضالية و الإبداعية تأججت من الدشيرة حيث درست أديبتنا و شاعرتنا أسس الدراسة الأكاديمية بصفوف ثانوية عمر الخيام لينطلق مسلسل الغرف من موائد التكوين و صقل الملكات و القدرات و المهارات منذ سنة 2009 سواء في مجال كتابة السيناريو أو كتابة الشعر الأمازيغي أو القصة القصيرة.
بل تجاوزت هذه المضمار و نهلت من تكوينات في اعداد المشاريع و في حقوق الإنسان.
هذا المخزون المعرفي و المهاراتي جعل من خديجة أروهال تيليلا بكل ما تحمله الكلمة من معنى فحقيبة سفرها معدة العدة للسفر كلما دعا الواجب النضالي الإبداعي إذ ساهمت سنة 2012 في تأطير ورشات لتعليم الأمازيغية بدور الطالبة بإقليم تزنيت فارتحلت بمهاراتها لاكلو ورسموكة و وجان و أنزي و الساحل و تيغمي .
كما حطت رحالها بورشة لتعليم حروف تيفيناغ للنساء بمهرجان تيغرت ابريل نفس السنة.
بل و أدلت أروهال بدلوها في مشاركة بمائدة مستديرة حول الأدب الأمازيغي النسائي الذي نظمته رابطة تيرا بأكادير. فهذا الحس بالإستجابة و تلبية نداء و دعوة الإبداع جعل خديجة الشاعرة الأمازيغية بياض ثلج الأماسي الشعرية فاتنة حرف الزاي و موطوعته بشكل قصائد تتلى بصوت رخيم يتردد صداه بفضاء قصبة أغناج بتزنيت أحيانا و أحايين أخرى بدار الشباب أو بقاعة المختار السوسي و إن كانت مناسبة الإلقاء الشعري تتنوع بين تكريمات أو احتفاء برأس السنة الأمازيغية.
فخديجة أروهال الكاتبة و الشاعرة التي عهدنا رؤيتها جل المناسبات و اللقاءات الإبداعية في زي موشوم بالمرجعية الثقافية و التراثية لإنتماءها ،نجدها في نهج سيرة عطاءها مضبوطة في الحضور النوعي لأنشطتها مما أهلها لتحظى بتكريمات و تحفيزات معنوية من قبيل نيلها جائزة “تكلا روكور” كأنشط فاعلة جمعوية لسنة 2010 بإقليم سيدي افني .
حصولها على جائزة الآداب سنة 2009 بملتقى اسنفلول في دورته الثالثة بأكادير.
كما احتفي بها من طرف جمعية تافركنت في إطار اليوم العالمي للمرأة مارس 2010.
كما حصلت سنة 2008 على الجائزة الأولى في مسابقة الإبداع الأدبي الدورة الثالثة صنف القصة القصيرة بالأمازيغية تحت عنوان “أكون توركيت”” دخان الحلم” الذي تنظمه القناة الثانية .
مسار دسم من أشهى الأطباق و أنوعها أهلها لتنخرط في قائمة أصحاب الإصدارات الادبية فكان لها مع كل سنة إصدار أو عمل فني يتوج عاما من العطاء و الإبداع فكانت سنة 2009 فاتحة لميلاد أول ديوان شعري بالأمازيغة تحت عنوان “أزوان ن ورماض” “موسيقى الوجع”.
وفي سنة 2010 صدرت لها أول قصة قصيرة بالأمازيغية “أكون توركيت” “دخان الحلم” و في سنة 2011 صدر لها ثاني ديوان شعري تحت عنوان “تندرا ن إفسي” طاقة دفينة بأرض سوس معطاء بتزنيت صقلت كفاءاتها بمنظمات غير حكومية و إطارات جمعوية من طينة تامينوت فرع تزنيت أو رابطة تيرا بأكادير أو جمعية تيافوت أو تمغارت بمير اللفت و بجمعية امودو للسياحة المسؤولة و المتضامنة تزنيت.
كفاءاتها و قدراتها أهلتها لتنضم إلى لجنة المساواة و تكافؤ الفرص ببلدية تزنيت و أن تحظى بمشاركات إذاعية و تلفزية ونشر ابداعات بصحف وطنية و جهوية.
هذا الزخم بكمه و كيفه يجعل من خديجة أروهال دون مجاملة تيليلا الإبداع و الأدب الذي يستحق لا فقط كتابة و تلحين قصائد شريط غنائي “الأنشودة الأمازيغية” للطفل” و إنما لما لا الإقامة بمدينة الفنون بباريس الفرنسية التي حظي بشرف الإقامة بها مثيلوها من ذوي العطاء أو أقل فلتنعم تزنيت ببياض ثلجها و لتفتن بزايها ألباب المتخاذلين ممن أولوا أمر الإرتقاء بالإبداع إلى مدارك الرقي و العالمية .
مناقشة هذا المقال