ازداد قائد الأركان العامة للجيش الجزائري في مدينة باتنة بمنطقة الأوراس الامازيغية، وهي الجبال المعروفة بالمقاومة الأمازيغية عبر التاريخ، جبال قاومت جميع أنواع الغزو، واشتهرت بمقاومة الجيوش العربية التي تصدت لها الملكة تيهيا، والمقاوم العظيم أكسيل الذي قتل بموسى بنو نصير …فكلمة أَورَاسْ تعني بالأمازيغية مربي الخيول…
إذا كان الجنرال صالح(وهو امازيغي لا يفهم العربية الا لماما) ابن هذه المنطقة لا يدري رمزية مقاومة الأوراس، في التاريخ الأمازيغي وفي سيرورة تشكل الوعي الثقافي والهوياتي المعاصر للامازيغ في كل بقاع العالم، فإنه حتما ركب حصانا خاسرا، في الوقت الذي كان أسلافه واجداده الأمازيغ مشهورون بتربية الخيول، وبهجومه على رايات الأمازيغ، فإنه فتح أبواب بركان أمازيغي سينفجر على وجهه….لا محالة.
واذا كان يقصد أعلام حكومة حركة الماك الانفصالية التي أعلنها فرحات مهني في فرنسا، وهي حركة سياسية تدعو الى إنشاء دولة أمازيغية علمانية في منطقة القبايل الكبرى، التي هي منطقة امازيغية بامتياز، فإن القايد صالح يجب أن يتذكر ان دولته تدعم وتمول جبهة عربية على صحراء أمازيغية بالمغرب…وللاسف عسكر الجزائر يريد انفصال “العرب” في المغرب ولا يريد انفصال الأمازيغ في الجزائر…
النظام الجزائري لا يريد أن يفهم أن الشرعية السياسية في الأنظمة السياسية الحاكمة في شمال افريقيا، تغيرت أسسها وتبدلت بنياتها، فلم تعد ايديولوجية الحركة الوطنية فاعلة ومجدية لكسب المشروعية السياسية، ولم تعد منظومتها الفكرية تقنع الشعوب، لأنها بادت وزالت، بسبب التحولات الاجتماعية والثقافية والسياسية بهذه البلدان، وبفعل تطور الوعي الامازيغي الذي ساهم بشكل كبير في تصحيح مجموعة من الأساطير السياسية المؤسسة لخطاب الدول ما بعد الاستقلال…
الأمور تغيرت يا صالح….وهذا زمن الاصلاح السياسي والتغيير، والأمازيغية هي جوهر وروح هذا التحول نحو تأسيس لمستقبل جديد تسود فيه الحرية والديمقراطية والعدالة….
مناقشة هذا المقال