رداً على البلاغ الصحفي الصادر عن المديرية الجهوية لوزارة الصحة لجهة سوس ماسة، والمنشور على صفحة التواصل الإجتماعي الفايسبوك (Facebook)، الخاصِّ بها، بتاريخ 4 شتنبر 2019، والذي تُؤكد فيه تَوَفُّر مصلحة الولادة بالمركز الإستشفائي الإقليمي الحسن الأول بتزنيت على طبيبٍ ثانٍ مُتخصص في أمراض النساء والتوليد، إلى جانب الدكتور فريد قصيدي الموقوف عن العمل، وإستِعانة المستشفى بطبيبة متخصصة في أمراض النساء والتوليد، تُزاوِل بالقطاع الخاص من أجل التدخُّل في الحالات المستعصية والمُستعجلة، وكذا قيام الوزارة بتعيين طبيب جديد في نفس التخصص لسدِّ الخصاص، فإن المكتب الجهوي للنقابة المستقلة لأطباء القطاع العام بجهة سوس ماسة، وتِبْياناً للحقيقةِ، يُوضِّحُ:
– أنه لايُمكِن إحتساب الدكتور قصيدي فريد، كوْنُه لا يُزاول مهامه حالِياً بالمصلحة، بسبب التوقيف، ولأن مصيرهُ لم يُحدّد بعدُ ويبقى رَهينَ المسطرة التأديبية المجحفة التي تطالُهُ.
– أن إحتسابَ الطبيب الثاني بدون توضيحات، مُجَانبٌ للنَّزاهة، لأن هذا الطبيب، وبعد غيابٍ طويلٍ لأسباب صحية، عاد لمصلحة الولادة مُنذ بضعة أشهر فقط، ليشْتَغِل يومي الإثنين والأربعاء فقط، ومن الساعة الثامنة و النصف صباحاً إلى غاية الساعة الرابعة والنصف بعد الزوال، أي لمدة 16 ساعة في الأسبوع لا غير.
كما يُسائِلُ المديرية الجهوية عن أسباب عدم إستدعاء هذا الطبيب، وكذا الطبيبة المُزاولة بالقطاع الخاص، من أجل التدخل العاجل يوم الخميس 8 غشت 2019، لفائدة الحالتين المستعجلتين اللتين تدَّعِي أن الدكتور قصيدي لم يتكَفَّل بهما، حسب التقرير الذي رفعته المندوبية الإقليمية للوزارة الوصية بإقليم تزنيت، والذي أعتمد عليه في قرار التوقيف ولماذا إستعانت بطبيب متخصص في الجراحة العامة يُزاوِلُ بالقطاع الخاص، ( كما هو الشأن أيضاً يوم 24 يوليوز 2019 حسب التصريح الصحفي للسيد المندوب الاقليمي).
– وفي نفس السياق، يُسَائلُ المديرية الجهوية عن أسباب عدم تكليف هذا الطبيب المتخصص الثاني بالقيام بالخدمة الإلزامية ( أي حضور الطبيب، خارج أوقات العمل العادية، عند الإِقْتِضاءِ من أجل التدخل المستعجل) وإِكْتِفاءُ المندوبية الإقليمية بتكليف الدكتور فريد قصيدي لوحده، 24h/24 طيلة أيام العمل الأسبوعية، دون راحة، حتى أثناء أيام العُطل و الأعياد وذلك لِما يُقاربُ سنةً كاملة.
– يتَسائِل لماذا تمت إحالة زُهاءَ 50 إمرأة حامل، من المركز الإستشفائي الإقليمي الحسن الأول بتزنيت إلى المركز الإستشفائي الجهوي الحسن الثاني بأكادير، في أقل من شهرٍ، من أجل الولادة، إن كان الوضع مُطمْئِناً، كما يدَّعُون.
وكيف لا يُعْتَبَرُ ذلك، دليلاً آخر على غياب شِبه تامٍ لتخصص النساء والتوليد بالمركز الإستشفائي الإقليمي بتزنيت؟
– يُسائِلُ المديرية الجهوية، عن عدد المرات التي إِسْتعانَ فيها المركز الإستشفائي الإقليمي الحسن الأول بتزنيت، بخدمات الطبيبة المُزاوِلَة بالقطاع الخاص من أجل التدخل، طوال فترةِ توقيف الدكتور قصيدي فريد؟ أم أن إدارة المستشفى و المندوبية الإقليمية وجدتا بديلاً لها؟
– يُعْلِمُ الرأي العام أن تعيين طبيبٍ جديدٍ من نفس التخصص، يأتي في إطار تعيين مُؤَقّت، كالتعيين المؤقت السابق لطبيب جراح مُتخصص في جراحة الأطفال، بعد قرار تنقيل الطبيب الوحيد في تخصص جراحة الأطفال بتزنيت إلى إقليم تارودانت، و لايُمْكِنُه سَدُّ الخصاص المُهوِل، ولايُمْكِن إعتبارهُ مُطَمْئِناً بأيِّ شكل من الأشكال، ينْضاف إلى هذا عدم إلتحاق الطبيب المتخصص المؤقت المُعيَّنِ بالمستشفى الإقليمي الحسن الأول بتزنيت حتى تاريخ إصدار بيان المديرية الجهوية لوزارة الصحة.
أمام هذا الوضع اللاّمعقول و أمام خُطورة التَّلاعُب بالمُعْطيات وبالحقائقِ، والذي نعتبرهُ تضليلاً للرأي العام، فإن المكتب الجهوي للنقابة المستقلة لأطباء القطاع العام، بجهة سوس ماسة:
– يُجَدِّدُ دعوته الوزارة الوصية للتّرَاجع الفوري عن قرارِ توقيف الدكتور فريد قصيدي، المُجحف و التعسفي و غير المبني على أي سندٍ قانوني.
– يدعو المديرية الجهوية لتوضيح المعطيات الواردة في البلاغ، من أجل تنوير الرأي العام.
– يدعو السلطة الرابعة إلى مزيد من التحري في ما ورد في بيان المديرية الجهوية وخصوصاً في ما يتعلق بإستعانة إدارة المستشفى بأطباء من خارج المستشفى.
– يدعو إلى تفعيل القوانين المنظمة لنظامي الحراسة و الخدمة الإلزامية دون الإلتفاف والتحايل على النصوص القانونية، مع مراعاة خصوصيات تخصص طب النساء والتوليد ذي الطابع الإستعجالي ووتيرة العمل بمصلحة الولادة بمستشفى الحسن الأول بتزنيت والتي تستدعي تواجد ثلاثة أطباء مُتخصصين في أمراض النساء والتوليد كحدٍّ أدنى، كما كان عليه الحال قبل سنتين، قبل ان تلجأ المندوبية الإقليمية إلى تكليف طبيب وحيد للقيام بمهام ثلاثة أطباء، وإستغلاله إلى حدَّ الإستنزاف الذهني والبدني، و تِكْرار هذا الخطأ مع الدكتور فريد قصيدي.
– يُحذر الإدارة من إعادة نفس سيناريو الإستنزاف المهني burn-out الذي كان ضحيتهُ كل من الدكتور قصيدي فريد والطبيب الذي سبقه، مع الطبيب الجديد المعين مؤقتاً، بسبب العمل 24ساعة/24.
وفي الأخير، لا يفوت المكتب الجهوي للنقابة المستقلة لأطباء القطاع العام لجهة سوس ماسة، أن يُحيي عالياً، كل المناضلات والمناضلين، من أطباء،صيادلة وجراحي الأسنان القطاع العام، الذي حضروا بتلقائيةٍ وكثافة في قافلة ووقفة التضامن، مع الدكتور قصيدي فريد، ليوم 26 شتنبر 2019، والتي عرفت نجاحاً باهراً. ويدعوهم إلى رص الصفوف والإلتفاف حول إطارهم النقابي العتيد، والإستعداد للمحطات النضالية القادمة والنوعية التي سيُعلنُ عنها قريباً في بيان.
مناقشة هذا المقال