تصريحات بورطة في البرلمان تذكرني بتصريحات لسفير المغرب بهولندا في منتصف التسعينات القرن الماضي فترة النزاع حول البحث في ممتلكات المهاجرين. في لقاء تواصلي مع المغاربة بقنصلية أمستردام صرح السفير أن هولندا ما غاد تضيم معنا واننا تنراوگوهم الان. التصريح سجلتو الصحافة ونشرت الجرائد و داعو الراديو. الحكومة الهولندية حصلت على التسجيل الأصلي كامل. قامت بالترجمة واستودعت السفير المغربي للاستفسار.
التصريحات دفعت الحكومة الهولندية تقديم للبرلمان مشروع قانون الغاء الاتفاقية الثنائية للضمان الصحي مع المغرب. فعلا تقدم مشروع الالغاء وقبل المغرب الشروط الهولندية بتوقيع وزير الشغل انداك خالد عليوة اتفاقبة جديدة ملت نصوصها الحكومة الهولندية وكانوا الضحايا هم المهاجرين.
نفس الاحداث تتكررت ملي بغات هولندا تخفض من تعويضات الاجتماعية للمهاجرين لي رجعوا للمغرب. تندكر تصرحات السيد الوزير انيس بيرو لي صرح بوجود حمرة واكد ان هاد شي عمرو ما يكون. هولندا هددت بالغاء الاتفاقية وحققت الاهداف ديالها. الضحية هما الأرامل واليتامى والمتقاعدين لي رجعوا للمغرب.
الأمثلة كثيرة، وممكن نذكر بكثير من الأحداث كقضية المطالبة بتسليم البرلماني المغربي السابق سعيد شعو ولي كان تيصول ويجول في العاصمة الرباط او منطقة الريف قبل ما يصبح شخص مطارد.
من خلال تتبعي للعلاقات المغرببة الهولندية، لي لاحظت ان الدبلوماسية المغربية تتنقصها تقنيات المفاوضات والتحكم في الملفات وفي وضع استراتيجية واضحة وأهداف محددة. اقتراحات الجانب كانت عمومية و تتمر عبر البرلمان والقنوات الديبلوماسية، من الجانب المغربي كان الحجر والسكات ولا مذكرة ولا هم يحزنون،باستثناء بعض التصريحات النارية مثل تصريحات بوريطة الأخيرة.
الدبلوماسية علم وتقنيات لحل النزاعات وتحقيق الاهداف. في لغة الدبلوماسية عبارة النقاش الجاد والصريح تتعني الخلاف ما بين الطرفين وتعارض المصالح. التصريحات النارية ما هي الا مزايدات تتضعف صاحبها. الدبلوماسية هي البحث على حل المشاكل وتحقيق الاهداف، وليس عرض العضلات.
عبداللطيف المعروفي مهاجر بهولندا وعضو CCEM.
مناقشة هذا المقال