وفاة الدكتور عزيز جبارة تستوجب فتح تحقيق دقيق لمعرفة ملابسات الوفاة التي تعددت التأويلات بخصوصها لاسيما أن الجثة صاحبتها بعض الرضوض مع نزع للملابس، وإختفاء الأغراض الشخصية كالهاتف الشخصي وقد خضع المرحوم للتشريح وستظهر نتائجه نهاية الأسبوع …
فالمرحوم الدكتور عزيز جبارة كان قد قدم منذ مدة إستقالته من مستشفى بن المهدي بمدينة العيون بسبب الفساد المستشري فيه ، وكان قد إحتج على ما يعيشه القطاع الصحي بالعيون من فساد وتستر على المفسدين من طرف المسؤولين عن الصحة ..
الدكتور عزيز جبارة من مواليد مدينة سيدي إفني، إلتحق بالأكاديمية العسكرية من أجل تحقيق حلمه المتمثل في أن يصبح ربانا للطائرات الحربية ، إلا أن حلمه سيتبخر عندما تم طرده من الاكاديمية العسكرية لظهوره في صورة بإحدى الجرائد الوطنية بشكل عرضي أثناء تغطيتها لأحداث سيدي افني سنة 2008..
كانت من أكلح فترات حياته عندما وجد نفسه مطرودا من الاكاديمية العسكرية ومن حلمت القديم ، فقرر السفر للصحراء للبحث عن عمل ، فأشتغل مساعدا للبحارة ، يساعد في صيانتها وتنظيفها مقابل أجر ..
بعد مرور عام غيّر وجهته لمدينة العيون واشتغل أستاذا في مدرسة خصوصية براتب متواضع ، وبفعل علاقاته مع أحد الأعيان ساعده هذا الأخير في حجز مقعد بإحدى الداخليات ، فكان يساعد التلاميذ في دروس الدعم ومنها فكر في الباكلوريا احرار…
وهذا ما حصل فعلا وحاز على شهادة الباكالوريا بميزة حسن فالتحق بكلية الطب بمراكش ، مسنودا بالمنحة التي ساعدته كثيرا نظرا لتواضع مداخيل أسرته ، فتخرج بعد سنوات طبيبا ، ومارس مهنته بمراكش متدربا حتى تعيينه بمدينة العيون التي وجد فيها الفساد مستشريا للغاية ، فقدم إستقالته مع تلقيه للتهديدات عندما عزم على فضح الإختلالات بمستشفى بن المهدي…
مناقشة هذا المقال