عرفت مختلف مناطق زراعة وإنتاج الصبار وباءا من نوع آخر ينضاف إلى كوروونا في هذه السنة 2020 الحالكة بكل المقاييس حيث يشكل هذا الوباء كارثة عظمى وخسارة كبرى لمنطقة سوس بالاظافة الى انقطاع المطر وتراجع حقينة السدود ومستوى الفرشة المائية وجفاف المطفيات والوديان ؛ إنها القرمزية التي تنتقل كالنار في الهشيم لتؤدي بحياة بساتين كاملة لنبثة الصبار التي صمدت آلاف السنين أمام مختلف الأمراض والآفات والظواهر البيئية والتقلبات المناخية بما فيها سنوات الجفاف العجاف ولم يكن أحد يظن أبدا انها تلقى حثفها بهذه السرعة وبسبب هذه الحشرة اللينة.
نبثة الصبار التي حظيت بقدر كبير من تقدير واحترام وعناية ساكنة بوادي إقليم تيزنيت على الخصوص شكلت مصدرا لعيش ماشيتهم في أعز فصول القحط والجفاف كما كانت موردا لثمارها الغنية بالفسفور والأملاح ومادة أولية لاستخراج زيوت التجميل الثمينة والأعلاف المركزة واوراقها المستعملة كحطب وقود والأكلات للانسان والحيوان وغسيل الشعر….الخ
بقلوب مؤلمة متقطعة بالحسرة والحزن نودع تلك البساتين كما ودعنا أعز أحبتنا.
بغض النظر عن السبب والمسببات ولفوات الأوان كما يقال ” ليعطى الله عطاه” نوجه في ظل عدم نجاعة عمليات المعالجة باستعمال المبيدات وتطويق الآفة التي لم تعد تنفع في شىء ، اوجه نداءا الى الساكنة والمتدخلين اوجزه في ما يلي:
1_تفعيل كل الاجراءات الوقائية لحماية المناطق التي لم يصلها بعد الوباء .
2_الإسراع بإزالة بالكامل للنبثة المريضة بالمناطق الموبوءة وبالطريقة الصحية تحت مراقبة دوي الاختصاص
3_البحث عن صنف بديل لهذه النبثة التي ستتحمل مثل هذه الآفات.
4_ أتخاذ اجراءات لمنع تحويل البساتين المتضررة الى خلاء ومساحات عارية او لاقامة مباني او غير ذلك والعمل جاهدين لإعادة الحياة إليها بزرع شتلات شابة من صنف النبثة المختارة.
وأملنا كبير لنرى بعضا من شريان مشاريع المغرب الأخضر تغذي يوما حقول وبساتين قرانا وبوادينا ..وهو أمل ساكنتها وضمان بقائها واستقرارها بموطنها الذي تعشقه حتى النخاع.
حفظ الله بلدنا وعاهلنا واعان من تحملوا مسؤولية خدمة هذا الشعب الوفي لوطنه.
بقلم بن سي بلا محمد.
مناقشة هذا المقال