خلف مضمون الشريط ردود فعل واستنكار وانتقادات قوية على مواقع التواصل الاجتماعي تابعنا في الموقع البعض منها ونقلناها لعلها تكون عبرة للمسؤولين.
بعد مشاهدة الشريط أعلاه كتب الحسين بويعقوبي هو باخث انتربولوجي في تدوينة له على الفايس بوك:
“انتشر فيديو اشهاري لوزارة الخارجية المغربية يبين مكانة المرأة المغربية في السلك الديبلوماسي المغربي حيث يتحدثن لغات مختلفة ضمنها اللغتين الرسميتين للمغرب، العربية والأمازيغية ويلبسن ألبسة مختلفة باخراج أنيق وفي مكاتب جميلة. لكن الغريب في هذا الاخراج هو أن المرأة الوحيدة التي عهد لها بالحديث بالأمازيغية لا تتوفر على مكتب مكيف ولا لباس عصري ولا حتى لباس أمازيغي عصري، بل كانت عاملة نظافة حاملة لأدوات ووسائل عملها. ومع الاحترام الواجب لكل المهن الشريفة في وضعهن الطبيعي فإن الفيديو الدعائي لوزارة الخارجية لا يصور أوضاعا طبيعية لمختلف مهن المرأة المغربية بل تحكمه خلفية ايديولوجية لمخرج الفيديو والتصورات التي يملكها ويريد الترويج لها عن المرأة المغربية ومكانة المرأة الأمازيغية. فهذه الأخيرة لا يمكن أن تكون سفيرة أو قنصلا أو موظفا ساميا في إحدى إدارات وزارة الخارجية المغربية، بل أقصى مايمكن أن تصله، حسب مخرج الفيديو وضدا على الواقع، هو “عاملة نظافة”. وفي هذا تكريس لصورة نمطية عن المرأة الأمازيغية البدوية وغير المتعلمة ويعلم الجميع خطأ هذا التصور والأمثلة على ذلك كثيرة، كما أن النساء المغربيات “العربيات” اللواتي يشتغلن في أعمال النظافة كثيرات. وقد ذكرني هذا الفيديو بتجربة أقيمت في الولايات المتحدة الأمريكية مع أطفال صغار وضعت أمامهم صورة فيها فيلا فخمة و تركن أمامها سيارة جميلة و تقف أمامهما امرأة ذات بشرة سوداء، لا يظهر عليها أي علامات مجال اشتغالها. طرح عليهم السؤال التالي : ما علاقة المرأة بالفيلا والسيارة. كان جواب الأطفال : هي عاملة نظافة. أي لا يمكن أن تكون صاحبة الفيلا والسيارة الفارهة. يبدو أن فيديو وزارة الخارجية المغربية يكرس عن وعي أو غير وعي لنفس التصور في انتظار أن تتغير العقليات لأنه يبدو أن لا الدستور ولا القوانين التنظيمية سيغيرها.”
مناقشة هذا المقال