بقلم يوسف غريب .
لقد كان منتظراً أن يبحث النظام الجزائري على أي حدث تافه يستطيع من خلاله أن يُحوّل انتباه الجزائريين الذين نوّهوا وأشادوا بالموقف الإنساني للمغرب بإرسال الملايين من الكمامات الصحيّة وغيرها من وسائل طبيّة أخرى للشعب الجزائري تاركاً خلفه كل المواقف العدائية الصّادرة عن النظام هناك ضد الوحدة الترابية المغربية…
نعم ولمدّة أسبوع تقريباً ومواقع التواصل الاجتماعي وغيرها من المنصّات الافتراضية جعلت من هذا الموقف المغربي فرصة للهجوم على رموز نظام عبد المجيد تبّون وغيره.. ممّا خلق إحراجاً كبيراً لهذه الطغمة العسكرية التى باتت تبحث عن مخرج لورطة الكمامات المغربية.. حتّى جاء فيديوا القنصل المغربي بوهران في لقائه مع جالية مغربية لينسب اليه تصريح وصف الجزائر بلاد العدو.. ويعتمد – وبسرعة- ذريعة لاستدعاء السفير المغربي واستفساره حول محتوياته.. كجزء من سلسلة الاستدعاءات التي حطّمت فيها وزارة الخارجية الجزائرية رقماً قيّاسيّاً على المستوى العالمي..
فخلال أقّل من ثلاثة أشهر تقريباً تمّ استدعاء السفير الفرنسي مرّتين.. الأولى من أجل الإحتجاج على استضافة قناة فرانس 24 لأحد زمور معارضة النظام العسكري الذي فضح سياستهم وكذبهم على الشعب الجزائري في موضوع تدبير جائحة كورونا…ليكون الرّد قاسياً حسب بيان رسميّ في الموضوع يذكرهم بأنّ فرنسا بلد الحرّيات..
والثانية قبل ثلاثة أيّام للاحتجاج على موقع خاص لاحد الجنود الفرنسيين يرسم فيها الأماكن أو الجبهات المحتملة في بعض الدول وأشار إلى الجزائر وميّز منطقة القبائل بالعلم الأمازيغي.. ليخبروا بأن الموقع غير رسمي فهو لمواطن فرنسي.
وزارة الخارجية نفسها استدعت سفير ساحل العاج للاحتجاج على قرار فتح قنصليتها بالعيون المغربية فكان الرَدّ صادماً حين اعتبره الأخوة في ساحل العاج بأنه قرار سياديّ..
لذلك أعتبر أن استدعاء السفير من أجل فيديو غير واضح بل ومفبرك حسب ما تبيّن من شهادة المغاربة الحاضرين.. لن يكون الأخير لأن النظام هناك مرتبك ومعزول دوليّاً..زاد من حدّته هذه الأزمات المتتالية جراء انخفاظ سعر البترول بشكل غير مسبوق من جهة.. و إيقاف عقد تصدير الغاز إلى إسبانيا وإيطاليا.. وانعاكاسات كل ذلك على الوضع الاجتماعي و الاقتصادي وسط البلاد..
فهذا النّواح والبكاء وكثرة الاحتجاجات على سفراء الدول أحيانا من أجل أحداث تافهة عرّى بشكل فاضح وجه هذا النظام المصاب بالفصام الشخصي فبقدر ما تفتح اوداج مسؤوليه بمناصرة قضايا التحرر في العالم والوقوف إلى جانب الشعوب المضطهدة والحفاظ على استقلالية القرار السّيادي.. بقدر ما تفتح نفس الأوداج لكن بالصراخ والعويل والاحتحاج أمام حدث عرضيّ وبسيط.. يستدعى السفراء من أجله.. ولا تفسير لهذه الإزواجية المرضية إلا أنها علامات الفشل كدولة محترمة ووازنة..
لذلك لم تعودواْ أعداءاً لنا… فقد أغلقنا قوس الصحراء المغربية وعبّرتم على فشلكم في ذلك وعبر محطّات… فالمنتصر لا يحتجّ على دولة أخرى فتحت قنصليتها بالصحراء.. أبداً..
لكنكم أعداء للتاريخ والجغرافيا ولحسن الجوار..
أعداء للشعب الجزائري الشقيق الذي يعاني ويكابد من أجل كيلو البطاطا والسميدة والحليب.. وشاحناتنا وبالقوافل تصل إلى العمق الإفريقي.. أليس أشقاؤنا هناك أولى بها وفي أقل من نصف يوم مع وجود الطريق السيّار إلى الحدود هناك..
بهذا المنطق وبروح إنسانية عالية تمّ وبسرعة شحن الطائرة الجزائرية أخيراً بالكمامات المغربية ومعدّات طبية أخرى وبأفضلية إستثنائية.. وحتّى قبل أن تفتح يستدعى السفير المغربي للاحتجاج… من العدّو فينا..!! ؟
ونحمد اللّه… لو انعكست الآية لقابلتم طلبنا بالحجود والرفض والتشفّي.. لأنّ من يستطيع أن يرمي المغاربة على الحدود في عزّ كورونا لاتنظر منه أن ينقذك فترة الأزمات..
ومن باب التوضيح لاغير..
لماذا لم يذع أوينشر خبر وصول الكمامات ذات الصنع المغربي داخل الجزائر.. علماً أنّ معدّل المقالات المختصة في استفزارنا خمس إلى ستة يوميّاً..
لن أثق في جوابك..
لأن من يستطيع أن يضع يديه على القرآن أثناء تأدية القسم الرّئاسي وهو مخمور..
لا أثق فيه..
فهو وجماعته أعداء أنفسهم.. و للشعب الجزائري.. و جيرانه.. وووو
انتهى الكلام.
مناقشة هذا المقال