ولاة و عمال من القطاع الخاص والداخلية تلزمهم بدفتر تحملات
صحف : الصباح
الخطاب الملكي دفع لفتيت إلى الاستعانة بأطر القطاع الخاص
تتجه وزارة الداخلية إلى نهج أسلوب جديد في طريقة تعيين واختيار الولاة والعمال الذين سيتم تكليفهم بالإشراف على تسيير الإدارة الترابية، بعدما فشلت تجارب التعيينات السابقة التي لم تثمر نتائج تستحق التنويه أو الإشادة.
وعلمت «الصباح»، أن صناع القرار في وزارة الداخلية، يستعدون لوضع خريطة طريق، تهم اختيار الولاة والعمال الذين سيشكلون جيلا جديدا، وذلك عن طريق الالتزام بتنفيذ دفتر تحملات سيتم الاتفاق عليه، ضمن تعاقد مبرم بين الوزارة والمعني بالتعيين الذي قد يتم استقدامه من خارج أسوار الوزارة الوصية، خصوصا من فضاءات القطاع الخاص من أجل الرفع من وتيرة الاستثمار، بدل العمل على عرقلته، تماما كما يفعل بعض الولاة حاليا، خصوصا على مستوى التوقيع أو رفض التوقيع على رخص الاستثناء، ووضع عراقيل أمام المستثمرين رغم تجاوبهم مع كل الشروط، والامتناع عن المساهمة في حل العديد من المشاكل العالقة في القطاع نفسه.
وتسعى وزارة الداخلية من خلال أسلوبها الجديد الذي تعتزم تطبيقه خلال التعيينات المقبلة في صفوف الولاة والعمال ومديري مكاتب الاستثمار الجهويين، إلى الرفع من منسوب عمل الإدارة الترابية، وتغيير طريقة العمل البطيئة والروتينية التي يشتغل بها بعض الولاة والعمال الذين لا يغادرون مكاتبهم، وهو ما سبق أن نبه إليه عبد الوافي لفتيت، وزير الداخلية، خلال إشرافه على تنصيب محمد مهيدية، واليا جديدا على جهة الرباط سلا القنيطرة، داعيا الولاة إلى النزول إلى الشارع من أجل حل مشاكل المواطنين، والسهر على مراقبة وتتبع الأوراش المفتوحة، والحد من ارتفاع نسبة الاحتجاجات. ومن المنتظر أن تعصف حركة التعيينات المرتقبة في صفوف الولاة والعمال بالعديد من الأسماء التي لا تحسن سوى المكوث في المكاتب المكيفة، واستقبال المقاولين وأصحاب الشركات المحظوظين الذين تمنح لهم الأسبقية في حيازة الصفقات، شأنهم في ذلك شأن بعض أصحاب مكاتب الدراسات المحظوظين، وتخصيص أوقات ليست بالقصيرة من أجل ممارسة الرياضة أثناء أوقات العمل.
وتأتي الخطوة التي تعتزم وزارة الداخلية تطبيقها، تفعيلا لخطاب العرش الذي تحدث بلغة صريحة عن أمراض خطيرة تفتك بالإدارة والموظــــف العمومي. وكشفت مصادر من داخل وزارة الداخلية، أن اللجنة المشكلة من بعض الولاة والعمال التي عقدت اجتماعا لها الأسبوع الماضي بمقر الوزارة لدراسة ملفات بعض رجال السلطة المرشحين لتولي منصب كاتب عام للولايات والعمالات أنهت أشغالها، وحسمت في الأسماء التي سيتم اقتراحها لتولي المنصب نفسه، وترقيتها من منصب باشا أو رئيس قسم الشؤون الداخلية، إلى منصب كاتب عام.
وتعتزم وزارة الداخلية بعد نهاية العطلة الصيفية، وبداية الدخول السياسي المقبل، إطلاق حركة تعيينات وتنقيلات واسعة في صفوف رجال السلطة، وذلك بهدف تطعيم الإدارة الترابية بعناصر ووجوه جديدة من شأنها أن تساهم في ارتفاع منسوب العمل الإداري الذي بات يعرف بعض التراخي في بعض الوحدات والمقاطعات الإدارية. وعلى خلاف المواسم السابقة، تحول صباح يوم (الثلاثاء) المنصرم كل ولاة وعمال الجهات والأقاليم إلى الرباط، من أجل المشاركة في اجتماع دعا إليه عبد الوافي لفتيت، وهو الاجتماع الذي أحيط بسرية، ولم تتسرب منه أي معلومات.