لماذا تخليد “تافسوت ن ئمازيغن” بمراكش يوم 20 أبريل ؟

بعد المسيرات الناجحة التي نظمتهما إطارات الحركة الأمازيغية في السنوات المنصرمة، تأتي فكرة تنظيم مسيرة يوم الأحد 20 أبريل بمدينة مراكش تخليدا لذكرى “الربيع الأمازيغي”، في سياق يطبعه توتر كبير بين السلطة والمعارضة الشعبية، ويتميز بشيوع نوع من الإحباط الذي بدأ يتحول إلى احتقان شعبي يتزايد يوما عن يوم.
فخلال السنوات الماضية، وفي مقابل تصاعد الصوت الاحتجاجي الأمازيغي، وبروز الدينامية التي أطلقها المجتمع المدني الأمازيغي وعدد من التنظيمات السياسية والحقوقية، والتي أدت إلى تنظيم عدد كبير ممن اللقاءات في كل مناطق المغرب حول تفعيل الطابع الرسمي للغة الأمازيغية داخل المؤسسات العمومية ووسط الحياة العامة، وفي مقابل تزايد الانتاجات الأمازيغية في كل المجالات (إصدارات الكتب، الإبداعات الأدبية، الأفلام، المسرحيات، الكتابة على الواجهات العمومية)، في مقابل هذا كله يوجد تقاعس حكومي غير مبرّر، حيث لم تلتزم الحكومة بتنفيذ وعودها المتعلقة بتفعيل الطابع الرسمي، لدرجة أصبح الموضوع كما لو أنه لا يشغلها.
بل وحتى وعود وزير التربية الوطنية بتطبيق القانون التنظيمي الخاص بتفعيل الطابع الرسمي للغة الأمازيغية، والذي يقر ضرورة التعميم في المستوى الابتدائي في حدود خمس سنوات، وكذلك ما تقرر في نفس المرجع القانوني من ضرورة الرفع من نسبة البت بالأمازيغية في كل القنوات كما تنص على ذلك دفاتر تحملاتها منذ سنوات، كل هذه القرارات بدت كما لو أنها غير واردة لدى الحكومة، إذ لم تتحول قط إلى تدابير عملية ملموسة حتى الآن، رغم أن الحكومة وفرت إمكانيات واعتمادات لم يتم صرفها في الأولويات الملحة، بل أكثر من ذلك أقدم المسؤولون في العديد من المناطق على ارتكاب خروقات كثيرة تمسّ بالحقوق الثقافية واللغوية الأمازيغية، فمن منع الأسماء الأمازيغية داخل مكاتب الحالة المدنية، إلى منع أساتذة اللغة الأمازيغية من تدريس لغة تخصصهم، إلى وضع علامات تشوير جديدة بدون الأمازيغية، كل ذلك يلقي بظلال من الشك على نوايا الحكومة في تدبير هذا الملف، ويجعل الفاعلين الأمازيغيين في حالة تعبئة دائمة تحسبا لأي تراجع أو خرق قد يطال هويتهم ولغتهم.
من جانب آخر تبيّن بالملموس بأن الرؤية الأمازيغية للأزمة المغربية لم تعد منحصرة في قضايا اللغة والثقافة والهُوية، حيث استطاعت التجارب النضالية السابقة أن تضع هذه القضايا في إطارها الشمولي الديمقراطي، مما أثار مشاكل التهميش الخطير للعديد من المناطق التي ترك سكانها نهبا للبرد والجوع خاصة ضحايا الزلزال الذي ضرب “أدرار ن درن” وخلف ضحايا وعائلات مشردة تعيش إلى يومنا هذا في خيام بلاستيكية، هذا الى جانب فضائح استغلال المناجم والثروات والموارد الطبيعية ومصادرة الأراضي التي تتم بأسلوب النهب المخزني القديم من خلال استعمال وتشجيع الرعاة الرحل الصحراويين على رعي أغنامهم ومواشيهم فوق أراضي السكان الأصليين، ومنع الساكنة المحلية من بناء وإصلاح منازلها بحجة ضرورة التوفر على الرخص التي تم تعقيد مساطرها و إجراءاتها دون أي اعتبار لمصالح السكان ولطبيعة العالم القروي وللقوانين الوطنية والدولية.
إلى جانب ذلك سجّل الفاعلون الامازيغيون التراجع الكبير في مجال الحريات، حيث نشطت أكثر من ذي قبل آلة القمع السلطوية، وتزايدت حالات الاعتقال بسبب الرأي والموقف السياسي، وعدم وجود أي حلّ حتى الآن لمشكلة المعتقلين السياسيين من الطلبة الأمازيغيين، رغم الإفراج عن العديد من المعتقلين من التيار السلفي واستهداف الأصوات الحرة التي تدافع على مطالب الساكنة وهنا نخص المناضل سعيد أيت مهدي الذي تم اعتقاله بدون وجه حق عوض الاستجابة لمطالب السكان الذين ما زالوا في العراء بدون مأوى يحفظ كرامتهم.
إن الهدف إذن من تنظيم مسيرة يوم 20 أبريل بمراكش هو التعبير عن الغضب ضدّ كل أشكال القهر التي تنهجها السلطة، وضدّ مظاهر التهميش والميز والفساد والاستبداد بكل أضربه في الدولة، ومن أجل التذكير بالقيم الديمقراطية التي لا يمكن التغطية على غيابها بأي نوع من المسرحيات السياسية كالتي تجري بين الحكومة والمعارضة الشكلية داخل البرلمان، وبين زعماء أحزاب أصبحت أشبه بالكومبارس في لعبة يصبّ ريعها في جيوب المستفيدين.
لإدانة كل هذا، لنكن جميعا في الموعد يوم الأحد 20 أبريل بمراكش على الساعة الحادية عشر صباحا (11h00).
❊عادل أداسكو منسق هيئة شباب تامسنا الأمازيغي – الرباط