على ماءالعينين : فسخ العقد للأسباب القاهرة، هل يعفى الحسنية من دفع الملايين لفاخر؟

إن المتمعن في مضامين إشعار بفسخ العقد الذي بعتت به إدارة النادي الرياضي حسنية اكادير الى المدرب محمد فاخر، يمكن أن يستشف أن كل المفاوضات الودية باءت بالفشل، وكل التسويات لم يتم القبول بها.
لذلك تمت الإستعانة بالقيادي والنائب البرلماني عن جهة سوس ماسة المحامي عبد اللطيف وهبي عن حزب الأصالة و المعاصرة ليوقع هذا الإشعار، الذي كتب بمداد سعت فيه إدارة الحسنية ومحاميها الإستنجاد بقانون العقود و الإلتزامات، و برسالة السيد الوالي التي عقبت احتجاجات الجماهير بشوارع المدينة.
وهكذا، فلم تتم الإشارة في أسباب الإقدام على فسخ العقد لضعف النتائج، ولا لأي خلاف او اتفاق مع المدرب، ولا بالإعتماد ولو بالإشارة إلى قوانين كرة القدم،
يعود سبب فسخ العقد إلى ” أسباب قاهرة”، وهي العبارة الواردة في العقد، والتي يوضحها قانون العقود و الإلتزامات، و هي التي وجدت سندها فيما تضمنته رسالة السيد الوالي ،و حادث إصابة إطار من إدارة الحسنية، كما تمت الإشارة إلى الحالة النفسية للاعبين إثر الإحتجاجات المتكررة مما سيتم تأكيده فيما بعد بتقرير الطاقم الطبي للفريق.
يبقى أن قرار الفسخ يمكن اعتباره أيضا من حيث توقيته، ردا على الحوار الذي أجراه المدرب محمد فاخر بإحدى القنوات المحلية،
وفي حالة طعن المدرب فاخر في القرار، فهل سيقتنع قضاة المحكمة الإدارية بدفوعات إدارة الحسنية، التي لم تشر فيها مطلقا لضعف النتائج؟
أم ستتكبد إدارة الحسنية تسديد مستحقات فسخ العقد عن طريق المحكمة بعد استحالة ذلك وديا، مما يخرج الإدارة من أي إحراج مع الجماهير سيحدثه قرار التفاوض الودي؟
ماهو مؤكد أن الفريق على المستطيل الأخضر عاد إلى سكة الإنتصارات قبل أن يجف مداد فسخ العقد ساعات قبل لقاء الدفاع الحسني الجديدي، حيث لم يدق الفريق في البطولة طعم الإنتصار منذ مجيئ فاخر ! ؟
يبدو أن اللاعبين في المستطيل الأخضر و مستودع الملاعب، و الجمهور في المدرجات و الشوارع وفضاءات التواصل الاجتماعي، إنتصرت على عقد دبر بمكاتب مكيفة، و كواليس تشم منها رائحة صفقة على المنخرطين فتح ملفها.
الأهم اليوم أن فاخر رحل وفريق الحسنية إنتصر.
بقلم سدي على ماءالعينين ،يناير 2020