Atigmedia
المصداقية والدقة في الخبر

سطات : طلبة وأطر جامعة الحسن الأول تحتفل بالسنة الأمازيغية2975 بحضور رئيس الجامعة الصيفية لأكادير .

احتضن مركز الندوات بمدينة سطات يوم الجمعة 10يناير 2025 أنشطة متنوعة وندوة علمية  بمناسبة الاحتفاء بالسنة الأمازيغية الجديدة، وذلك من تنظيم المدرسة العليا للتربية والتكوين التابعة لجامعة الحسن الأول بسطات ، ومن تنظيم طالبات وطلبة المدرسة وتأطير الأستاذ الباحث وديع سكوكو، حضرها رئيس الجامعة ومدير المدرسة العليا وأساتذتها والطلبة والطالبات ومهتمين بالمدينة.
الندوة تناولت الثقافة الأمازيغية، ومداخلات كل من مبارك وانعيم، مدير مركز الأنثربولوجية بالمعهد الملكي للثقافة الأمازيغية، وأحمد حداشي، روائي ومعجمي، وعبد ربه رشيد الحاحي..وعرفت نقاشا كبيرا وإحاطة بالعديد من الأسئلة والجوانب المرتبطة بالثقافة الأمازيغية على المستويين الأنثربولوجي والتراثي والمؤسساتي، مداخلتي تناولت المحاور والأفكار الأتية:

الثقافة الأمازيغية: من التراث إلى المأسسة والتحديث.

ترسيم السنة الأمازيغية وإيض ن إيناير بعد القرار الملكي، يمنح إطارا قانونيا واحتفاليا لمأسسة وتحديث جانب من التراث الأمازيغي، خاصة في شقه المتعلق بطقوس أيض ن إيناير، من احتفالات وأكلات ورمزيات، وما يرتبط به من فنون الموسيقى والغناء، لكن هذا الترسيم ينبغي أن يواكبه الوعي بالتحديث والكفاءة في الابداع وتجديد هذا التراث وأشكال تقديمه وإطاره الثقافي التنظيمي والتواصلي ليساير تطورات الثقافة والمجتمع والذوق والتواصل الحديث.

فإذا بقي في حدود تراثية تقليدية شكلا ومضمونا، اي اعاد إنتاج التراث وسيكون هذا من أكبر الاخطاء التي ستعيق تطور الثقافة والفنون الأمازيغية وتمكينها من القدرة التنافسية في السوق اللغوية والثقافية الوطنية والإقليمية.
التراث في شقيه المادي وغير المادي، خاصة المعمار والصناعات التقليدية والفنون الموسيقية والأدب الشفاهي…، هو انتاجات ثقافية وفنية ذات وظيفية وحيوية اجتماعية في الماضي، في سياقات اجتماعية وتاريخية معينة، فقدت هذه الوظيفية والحيوية أو جزء كبير منها، وبقية محافظة على تمظهرها أو وجودها المادي والرمزي، لكن دون وضع اعتباري ووظيفي عام كما كان في نشأتها وممارستها وسياقاتها السابقة.
ومأسسة وتحديث التراث لا تعني القطيعة مع الانتاج التقليدي، وليس التحديث نقيضا للحفاظ على التراث وترميمه وتثمينه، لكن تطورات المجتمع والصناعات الثقافية والذوق والتواصل تفرض المأسسة والتحديث اللتان تتطلبان:
– التمكين الدستوري والقانوني: فمن خطاب أجدير وتأسيس المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية، والتنصيص الدستور سنة 2011 على رسمية اللغة الأمازيغية ومكانة الثقافة الأمازيغية في صلب الثقافة والهوية الوطنية، وصدور القانونين التنظيمية لتفعيل الطابع الرسمي والمجلس الوطني للغات والثقافة، تم قرار ترسيم الاحتفاء بالسنة الأمازيغية ويوم 14 يناير من كل سنة يوم عطلة مؤدى عنه لكل المواطنين والمواطنات المغاربة، كلها مكتسبات واستجابات لنضالات وترافع وانتاجات الفاعلين والإطارات الأمازيغية، وإجراءات في سياق المأسسة والتحديث، لكنها غير مكتملة يعوزها الإرساء المؤسساتي والحكامتي، وعلى مستوى السياسة الثقافية والفنية والتمكين الإبداعي والتحديثي.
– الإنتاج الثقافي والإبداعي والتواصلي والصناعي الثقافي في مختلف المجالات، بتصورات مبتكرة وتحديثية، تشتغل على المقومات الرمزية والجمالية لهذا التراث وتوظفها في صيغ وابداعات معاصرة، فلا يتجاوز ما تحقق على هذا المستوى الانتاج الفردي والجمعوي والهاوي، وبعض المبادرات المحدودة والمناسبتية، فالاشتغال على التراث سواء المادي وغير المادي، يتطلب رؤية معاصرة توظف الإمكانات الابداعية والفنية والتواصلية الجديدة، وليس المحافظة عليه فقط، وهذا مهم أيضا لكن لا يكفي وإلا سيحكم عليه بالدونية والجمود وحتى التجاوز مع تطورات المجتمع والذوق والأجيال مستقبلا وتنافسية الثقافات والفنون المدعومة والمنخرطة في سياق العصر.

قد يعجبك ايضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.