Atigmedia
المصداقية والدقة في الخبر

دورة أكتوبر بتيزنيت تحت ضغط الشارع: حين تلتقي قضايا التعليم والصحة والعدالة الاجتماعية في لحظة واحدة

متابعة اتيك ميديا.

تنعقد دورة أكتوبر العادية لمجلس جماعة تيزنيت يوم الثلاثاء 7 اكتوبر الجاري  في ظرف استثنائي، يتزامن مع دينامية احتجاجية شبابية غير مسبوقة يشهدها المغرب، يقودها جيل جديد يرفع شعارات العدالة الاجتماعية والمساواة والحق في الكرامة.

هذا التزامن بين النقاش المؤسساتي داخل المجلس الجماعي وبين الغليان في الشارع، يعيد إلى الواجهة أسئلة كبرى حول فعالية السياسات المحلية وجدوى التدبير الترابي في تلبية انتظارات المواطنين.

الصحة في صلب النقاش الجماعي

يبدو أن الوضع الصحي بمدينة تيزنيت سيكون من أبرز النقاط المطروحة في جدول أعمال دورة أكتوبر.

الاحتجاجات الأخيرة أعادت تسليط الضوء على ضعف العرض الصحي بالمستشفى الإقليمي الحسن الأول، ونقص الموارد البشرية والتجهيزات، وصعوبة الولوج إلى الخدمات الأساسية.

مستشارون من المعارضة طالبوا بإدراج هذه النقطة ضمن جدول الأعمال، مؤكدين أن تحسين المنظومة الصحية لم يعد ترفًا بل ضرورة ملحّة تفرضها كرامة المواطن ومطالب الشارع.

التعليم.. أزمة ثقة قبل أن تكون أزمة موارد

في الوقت نفسه، يتصاعد الغضب المجتمعي من تدهور الخدمات التعليمية، خاصة في الأحياء الهامشية التي تعاني من الاكتظاظ وضعف البنية التحتية وغياب الأنشطة الموازية.

جيل الشباب المحتج يربط بين فشل المدرسة العمومية وتفاقم الفوارق الاجتماعية، فيما يرى المتتبعون أن الجماعات المحلية قادرة على لعب دور أكبر في دعم المؤسسات التعليمية والمبادرات التربوية عبر شراكات مع المجتمع المدني.

العدالة الاجتماعية في الواجهة

الاحتجاجات الشبابية الأخيرة لم تكن موجهة ضد شخص أو حزب بعينه، بل ضد إحساس متزايد باللاعدالة في توزيع الفرص والثروة والخدمات.

هذه الرسالة ينبغي أن تجد صداها داخل المجلس الجماعي لتيزنيت، عبر مراجعة سياسات الدعم، وتوجيه ميزانيات الاستثمار نحو المشاريع ذات الأثر الاجتماعي المباشر، بدل الاقتصار على البنيات التجميلية أو المناسباتية.

التحول المطلوب

دورة أكتوبر تمثل اختبارًا حقيقيًا للمجلس الجماعي، بين خيار الاستمرار في المقاربة الإدارية الباردة، أو الانتقال إلى تفاعل سياسي ومجتمعي مسؤول يستجيب لإشارات الشارع.

المدينة، مثل باقي مدن المغرب، لم تعد تنتظر خطابات، بل قرارات جريئة تضع التعليم والصحة والكرامة في صدارة الأولويات.

قد يعجبك ايضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.