Atigmedia
المصداقية والدقة في الخبر

تيزنيت و طقوس عاشوراء

أتيك ميديا:علي الاشكر

طقوس عاشوراء أو عيشورا بالعربية و أمعشور و إمعشار بالأمازيغية، لها نكهة خاصة بما تتميز به سواء الأكل أو الاحتفال الذي يستمر من التاسع من محرم إلى الخامس عشر منه.
بمدينة تيزنيت يحتفل السكان بأمعشور أو إمعشار وهو احتفال تقليدي متوارث أبا عن جد تعود بعض طقوسه إلى ما قبل دخول العرب إلى شمال إفريقيا، ويرجع البعض أصوله إلى فترة انتشار اليهودية بشمال إفريقيا استنادا إلى بعض الأهازيج المتداولة و الخاصة بالعاشور والتي تتحدث عن حياة اليهود أيام كانوا يتعايشون مع الأمازيغ بالجنوب المغربي، لكون اليهود يقدسون يوم عاشوراء بصيامه.
ومن أشهر طقوس الاحتفال بعاشوراء بتيزنيت تنظيم فعاليات كرنفال “إمعشار” بعد صلاة العشاء، حيث يخرج الشباب في موكبهم يغنون و يرقصون يرتدون ملابس تنكرية ذات تصاميم غريبة و يقومون بتسويد وجوههم بالسواد و يضعون على وجوهم أقنعة و لحى مصنوعة من جلد الخروف أو الماعز و هناك من يفضل ارتداء ملابس رثة بالية ويلتقي الجمع في الساحة و ينتظمون في صف دائري و يوقدون النار،ثم ينشدون موالا بالأمازيغية ويفتتحون ب: ” أيوا موناد كولو اموسلم ألا أعراب ماترام أتيد نيني إزد لعيب نحد لخير انينيني اوال نح شهادات ام …” ما معناه :” هيا نجتمع ،يهودي مسلم أمازغي عربي، نلتقي كلنا هنا، لنقول كلمتنا، لبشهد الجميع أننا كلنا سواسية”.
وتعتمد الفرقة الموسيقية على آلات بدائية عبارة عن “دفوف أوتالونت بالأمازغية” المصنوعة من جلد الماعز، بالإضافة إلى الطبل او كانكا والمزامير و الناقوس دون نسيان ضربات الأخشاب أو تيكجدا و الأقدام على الأرض لتدخل هذه الفوضى الموسيقية. ومن مظاهر الاحتفال بعاشوراء ايضا اجتماع الشباب والأطفال حول النار التي يوقدونها لتسخين الآلات الموسيقية المستخدمة ، ويدورون حول النار على شكل دورات ، وتتخلل الحفل وقفات ومشاهدات فكاهية من خلال القيام بأنشطة تحاكي الواقع المعيشي ، وتتكون المجموعة كل من :
الحزان ، سميحة ، تاوايا ، تناوت ، الشرطي ، الجمل ، البقرة ، …
وهكذا تمتد هذه الممارسة لمدة اسبوعين ، وتنتهي بوليمة كبيرة تقام في إحدى الاضرحة وتصبح مشاعة لكل الزائرين دون استثناء طيلة ثلاثة ايام ،وهذا الطقس خاص بالرجال
ولا ننسى كذالك دور المرأة الأمازيغية السوسية خاصة المرأة التيزنيتية في مساهماتها في إغناء والحفاظ على الموروث الثقافي الأمازيغي، حيث لهن طقس خاص بهن في عاشورة وهو ما يسمى في سوس خاصة تيزنيت ” أصرد ن اغردا” بالأمازيغية أو ” طرد الفائر” بالعربية، حيث يجتمعن نساء الأحياء المدينة القديمة بعد تناول العشاء، يجتمعن كل النساء ويتوجه الجميع مصحوبات بآلات موسيقية ( تالونت. تكوالت. ناقوس) ويرددن بعض أغاني الرايسات ، والكل يتوجه نحو مكان خارج سور المدينة، وبعد رمي الأحجار ورجم الفأر يرجع الكل مرددا:
بسم بسم الله الرحمان (3 مرات)
بسم نتزوري إكرامن ولا الصالحين
رجيح الباري تعالى
سليح ايتكضيط ند علي أو موسى
اماس نكر نتاينوين
ايجا واضونس سنبلما تيوسين
تاكمارين ايكلدان اتويسين
يا يفر كسايرزا اغانيم
ءيدل احونا ءيدل تانوالين
ايكر اسوان ايدونيت كولوت
نصرد اوغردا ولا تيزيكي ولا لوحاش لياحضرانين
نصرد ءبوهيوف سيحاحان
نصرد لخير سدارنح آمين.

قد يعجبك ايضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.