Atigmedia
المصداقية والدقة في الخبر

أرشاش…مجموعة أمازيغية سوسية عرفت بالفن الملتزم

الـتأسيس

تأسست مجموعة “أرشاش” سنة 1979 من القرن الماضي ،على يد ثلة من الفنانين، كانوا فيما سبق ضمن مجموعات موسيقية، سبقت إلى الساحة كمجموعة” إزماز” وغيرها. وكانت الخاصية المميزة لمجموعة “أرشاش” ،هو انحدار جل عناصرها من جبال سوس – ئيدرارن سوس– ،وبالضبط من قبيلة “إبركاك”، بمنطقة “إسافن” بالأطلس الصغير، بين حاضرتي طاطا وتارودانت. ومن المعروف أن المنطقة تمتاز بالانتشار الواسع لفن أحواش، وبالارتباط الوثيق لسكان المنطقة بهذا النمط الفني المتجذر في التاريخ، وكذا اشتهار المنطقة بالشعر ،والكلمة الموزونة ،من خلال مجموعة من الشعراء أو” اٍنظامن” . ويعتبر المرحوم عزيز الهراس أحد الرواد الدين ساهموا في تأسيس هده المجموعة ،و هو ينتمي لمنطقة تفراوت القريبة جغرافيا من إسافن، وقد أعطى انتماء هذا العنصر إضافة نوعية ل “أرشاش” ،بحكم اٍنتمائه إلى أسرة فنية عريقة ومعروفة بالمنطقة. لقد أدت كل هذه الجذور الفنية والموسيقية، بل والجغرافية والعائلية بشكل أدق ،لأفراد مجموعة” أرشاش”، إلى انبثاق أو ولادة مجموعة متميزة عن المجموعات الموسيقية الأمازيغية الأخرى، التي سبقت إلى الساحة الغنائية في المنطقة السوسية، كما أن أصول المجموعة القروية رغم استقرار عناصرها بمدينة الدار البيضاء ،أدى إلى التفاف جمهور غنائي عريض حول المجموعات الغنائية الأمازيغية العصرية، مقابل تخليه-النسبي طبعا –عن الروايس.

httpss://www.youtube.com/watch?v=McDaPYchOkE
 

التوجه الفني للمجموعة

إن مجموعة”أرشاش”، وباستخدامها لمزيج من الآلات الموسيقية التقليدية والعصرية المعروفة لدى المجموعات الأخرى ،ك “البانجو”، “الطام طام” ،”ألون”،”القراقش”،”السنتير” . بالإضافة إلى التوظيف المحكم لآلة “كنكا” الإيقاعية، والمستعملة في فن “أحواش” ، وكذا بتناولها لمواضيع مستمدة من تجارب الحياة ،وتعاملها مع حكم ومعاني الشاعر الأمازيغي العملاق، سيدي حمو الطالب، أكسبها شهرة واسعة ومن بينها ، قصيدة “سيدي حمو الطالب”التي تغنت بها المجموعة، واختارت لها اسم الشاعر “سيدي حمو” نفسه:

إرحمك أسيدي حمو الطالب إنا إكلين

إلا أوزمز غ يكا يان إلا أوزمز غيقاي

ئيفولكي صبر غمكلي لحرير أور سار ئضبر يان

ئيغ ئصبر يان ئكار بنادم دنوب أد روران

و غنت كذلك الأشعار التي أبدعها أفراد المجموعة ،وعلى رأسهم الشاعر والمغني مولاي علي شوهاد، ومولاي إبراهيم اٍسكران، أكرام صالوت،المحفوظ كويو، والمرحوم مولاي عبد الكبير شوهاد، وبالألحان الرابطة بين التراث الموسيقي الأمازيغي السوسي والعصرنة ،بفضل أستاذ الصولفيج مولاي الحسين وخاش، وتجدر الإشارة إلى أن أفراد المجموعة يحملون أسماءهم مسبوقة بعبارة “بمولاي”، احتراما وتقديرا لهم .كما تمتاز المجموعة بالبحث في الإيقاعات، وكان لها الفضل الكبير في إنقاذ مجموعة من الإيقاعات، كانت آيلة للاندثار ،كالإيقاع المستعمل مثلا في قصيدة “سيدي حمو الطالب”، وغيرها من الإيقاعات الفريدة والمميزة. بكل هذا استطاعت “أرشاش” فرض وجودها في الساحة الموسيقية بسرعة كبيرة. نجح

الإصدارات

توصف كذلك مجموعة “أرشاش” ،بأنها اٍسم على مسمى أي الزخة المطرية ،حيث أن إنتاجها يعرف غزارة كما الأمطار، اٍذ للمجموعة،رصيدا غنائيا مهما جدا تجاوز الثلاثين ألبوما ،لما يفوق عن خمسة وعشرين سنة مند تأسيسها. وفي سابقة لدى المجموعات الموسيقية الأمازيغية، استطاع أفراد المجموعة التوفيق بين إنتاجات المجموعة، وإنتاجاتهم الإبداعية الفردية، وهو ما يبين بالفعل غزارة الإبداع لدى “أرشاش”، فقد أبدع مولاي علي شوهاد وشقيقه المرحوم عبد الكبير، في ألبومات غنائية شخصية، كما أبدع باقي أعضاء المجموعة ضمن مجموعة “اٍبركاك” التي تحمل اٍسم قبيلتهم .

المراجع

كتاب المجموعات الغنائية العصرية السوسية..فكر،تاريخ وفن-مجموعة أرشاش

قد يعجبك ايضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.