مند مدة وقبل زمن كورونا بسنوات برزت ظاهرة تصدر النساء داخل الاسر وفي جميع الاوساط لمسؤولية تعليم الابناء، وتجدهن أمام المدارس اثناء الدخول والخروج ،لا يتعبن ولا يملن في الشتاء والبرد والحرارة …يرافقن الابناء ويتتبعن دراستهم ويهتمن بكل احتياجاتهم المتنوعة… ،يحضرن اللقاءات ويتدخلن في اكثر من اتجاه ..يعشن اليومي مع الابناء في حرقة واهتمام وخصوصا ان بعضهن حرمن من الدراسة او انقطعن عن متابعة مسارهن التعليمي، ويعرفن ما معنى ان تكون متعلما ..
لقد ازداد وعي الاسر بالاهمية الحاسمة للتعليم ليس فقط من أجل تأمين المستقبل بل كذلك لان الزمن هو زمن المعرفة والعلم والتطورات التكنولوجية التي لا يمكن مواكبتها بدون حد ادنى من التعلم والمعرفة
ولذلك لا غرابة ان تتزداد نفقات الاسر في ميدان التعليم على جميع المستويات ،بل ان البعض يخوض رهانات وتحديات احيانا تكون صعبة ومكلفة مما يؤشر على حدوث عدد من المتغيرات على مستوى القيمي والاولويات لذا الاسر ،
وفي زمن كورونا حين طرح موضوع التعليم عن بعد ، تجندت الاسر وفي مقدمتها النساء لتوفير وسائل التعلم من لوحات وهواتف وخدمات انترنيت رغم ان ذلك شكل عبئا يوميا وخصوصا لذا الاسر الكادحة ، بل عبرن عن انشغال وحرص كبيرين ، حيث يشعر العديد من الاساتذة ان الامهات يلازمن الابناء ويتتبعن وخصوصا ان بعض الابناء وخصوصا الصغار وجدوا انفسهم امام تكنولوجيا الاتصال بكل تحدياتها ومشاكلها ، فلم يكن التعليم عن بعد هو العالم الجديد الافتراضي بكل ملابساته واكراهاته بل هذا التحول في نمط الحياة في زمن الحجر الصحي بكل قيوده وصعوباته وتحدياته، لقد مكن هذا التعليم عن بعد رغم كل مايمكن ان يقال عنه ،عن اكتشاف الجميع قيمة التعليم والمجهود العقلي والذهني والانساني والاجتماعي الذي يبذل من طرف العديد من الاطر التربوية والادارية التي وجدت نفسها وجها لوجه امام تحدي مواصلة التعليم ورسالة التربية من اجل الحياة والامل ، ومن جديد نقف على نصف السماء .. النساء اللواتي تحدين الحيف والتهميش ، والحاجة الى تحررهن الشامل من كل أشكال التمييز والقهر .
ستعود الحياة الى طبيعتها رغم كل أشكال القلق والحيرة والتفاؤل ، حيث يمكن الان ان ندرك مغزى ذلك العنوان مع الروائي الفلسطيني الفقيد اميل حبيبي. عبارة المتسائل اي الانسان الذي يجمع التفاؤل والتشاؤم في شخصه وفي علاقته بما يحيط به هذا الانسان الذي تؤرقه الاسئلة وتترسخ في وعيه الدروس وفي مقدمتها الدرس الاساسي انه لا بديل عن التقدم والعلم والمعرفة والحرية والكرامة وان هذه المعركة الشاملة تستحق كل الاهتمام والتضحيات
أ.رشيد
مناقشة هذا المقال