نقطة نظام : الشعب يريد إسقاط الفساد. صح !
نقطة نظام : الشعب يريد إسقاط الفساد. صح !

بقلم احمد الطالبي
لكن الشعب يريد كذلك الحفاظ على ممتلكاته وبنياته التحتية وأمنه واستقراره.
أن يتظاهر المواطن من أجل مطلب، فذلك مكفول له دستوريا. لكن ذلك لا يخول له أن يعيت في الخراب باسم الشعب.
قد تحصل بعض الأخطاء الأمنية عند التدخلات، وهناك من يمعن في شيطنتها لكبح أداء الجهاز وإحراجه. والحال أن اقتحام الأبناك والمؤسسات والإحراق وكل ما شابه، ليس نضالا؛ ولا صلة له بما يكفله الدستور من حق في التظاهر، بل يقتضي تدخلا أمنيا حماية لفعل الإحتجاج نفسه من انزلاق أكثر خطورة، لكن الجهاز مطالب كذلك باداء مهني يتجاوز ذهنية استصغار المواطن، خاصة إذا كان الإحتجاج سلميا وحضاريا.
صحيح أن الشعب عانى لعقود، لكن الحديث باسمه فيه نزوع إلى الشمولية. فماذا لو خرج هذا الشعب عن بكرة ابيه ويصيح: الشعب يريد استقرار البلد.
فماذا عساكم تقولون؟
ربما ستسمونهم بأبشع النعوت، وهذا تطاول آخر على حق الناس في الإختيار.
سبق لبنكيران أن صرح بكل وقاحة بأنه حذف المقاصة،. وزاد من ثمن المحروقات وأضاف أن الشعب قبلها منو في مزايدة على الجميع، وربما حتى على الملك.
لكن هذا الشعب نفسه هو من خرج الآن ليردها على بنكيران وعلى كل من عات في البلاد فسادا.
إذا كانت السياسة هي أن تسوس الحكومة معيش الناس ومصالحهم، فذلك يعني أن يكون لما تقوم به أثر على رفاههم. لكن في حالة المغرب ومنذ عقود يحصل العكس، وعند كل انتخاب تتدهور حالة البلاد وتتقهقر الأحوال مادام هناك خلل في ترتيب الأولويات. إذ لا يمكن أن تقنع مقهورا حين تعرض عليه صور ملعب لا يدر عليه دخلا، ولن يبهره قطار فائق السرعة ما دام لن يمتطيه يوما. كما لن يعني له شيئا أن تنظم البلاد تظاهرة رياضية، مادام لا يجد سريرا يليق به في المستشفى، ولا سقفا يأويه، ولا شغلا يقيه من الفاقة.
هناك إذن خلل ما في الإنصات. وازداد الطين بلة لما تفاقمت عنتريات صبية استوزروا بضربة نرد بعدما ركبوا متربول أخنوش. فكان ما نراه اليوم بعد الإمعان في الفساد والغلاء وكل ما ينهك البلاد والعباد.
مختصر القول أن المغرب ليس لأحد، بل هو ملك الجميع ومن حق الجميع أن يعيش فيه بكرامة. وعلى الجميع أن يحفظه ويصونه بما تمليه المسؤولية الوطنية حتى بالإحتجاج السلمي.
نعم لمحاربة الفساد، نعم للكرامة والعدالة الاجتماعية، لكن لا للتخريب. هناك أجيال تنتظرنا…..
وإذا أُعمل القانون في كل من تورط في تخريب ما؛ فيجب أن يطال كذلك وبصرامة رموز الفساد والنهب لكي نعطي للوطن معنى.
بغينا كولشي، الكرة، الفن السينما، المسرح، لكن مع الرفاه ورفع الغبن. الجوع والقهر ليسا وطنا.
أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم.
والسلام.