متابعة سعيد الهياق//اتيگ ميديا.
بعد معاناة مختلف مناطق إقليم تارودانت خلال الأشهر الأخيرة من الجفاف الناجم عن تراجع التساقطات المطرية مما أثر على منسوب المياه، استبشرت ساكنة الإقليم خيرا ولله الحمد، بما جادت به السماء من غيث هام وثلوج بأعالي الجبال خلال الأيام الثلاثة الاخيرة. مما يؤشر لموسم فلاحي واعد، وأمام هذه الوضعية خاصة وبعد صدور نشرات انذارية من المستوى الأحمر من طرف مديرية الأرصاد الجوية الوطنية، والمتعلقة بالاضطرابات الجوية المصاحبة بهطول أمطار الخير، بادرت اللجنة الإقليمية لليقظة والتنسيق على مستوى إقليم تارودانت إلى عقد اجتماع يوم الثلاثاء 5 يناير 2021 تحت إشراف السلطة الإقليمية، وبحضور رؤساء المصالح الإقليمية للأمن والمندوب الإقليمي للإنعاش الوطني، والمدير الإقليمي لوزارةالتربية الوطنية، والمدير الإقليمي للتجهيز والنقل واللوجستيك والماء، والمدير الإقليمي للكهرباء و الماء قطاع الكهرباء، والمدير الإقليمي لاتصالات المغرب، تم من خلاله تدارس كل الإمكانات والاجراءات الاستباقية الواجب اتخاذها بتنسيق مع رؤساء الأقطاب الستة المشكلة لإقليم تارودانت، لتجنيد كل الآليات والوسائل اللوجيستية بما فيها تلك التابعة للجماعات الترابية وبعض الشركات الخاصة وكذا المصالح الخارجية المعنية، بالإضافة إلى الموارد البشرية الضرورية، من أجل التدخل الآني والاستعجالي لمواجهة كل طارئ بنجاعة واستعجال. وهو الشئ الذي تحقق على المستوى الميداني، من خلال عمليات فعلية همت مختلف الطرق الوطنية والجهوية والاقليمية، بالاضافة إلى الطرق غير المصنفة والتي تربط بين مختلف الدواوير بالعالم القروي والتي تعرضت لانجرافات التربة والاحجار والأوحال، تم ازاحتها بنجاح بفضل الإعداد اللوجيستيكي القبلي المحكم. وكذا التواجد الفعلي للسلطات المحلية بمعية اللجن المحلية والمكونة من المصالح الأمنية، من درك ملكي، وأمن وطني، وقوات مساعدة، وهيئات منتخبة وفعاليات المجتمع المدني والتي واصلت أعمالها ليلاً نهاراً، وعلى قدم وساق لفتح كل المسالك الطرقية أمام حركة النقل، وتنقيل المؤن والسلع الضرورية لتزويد مختلف اقطاب الإقليم خاصة المتواجدة بالمناطق النائية بجبال الأطلسين الصغير و الكبير، والتي لازالت إلى حينه تعرف تساقط الثلوج بكميات هامة إلى جانب تساقطات مطرية مهمة، خلال الأيام القليلة الأخيرة، حيث تجاوزت في معظمها 100 ملم، ساهمت في جريان غالبية الوديان والروافد مما أنعش حقينة السدود من مخزون المياه، تجاوزت نسبة الملئ في البعض منها 100٪ كما تم توقيف الدراسة بما مجموعه 124 مدرسة تعليمية لحماية التلاميذ المتمدرسين من كل المخاطر التي قد تطالهم نتيجة للاضطرابات الجوية المحتملة والتي فعلا خلفت تهاطلات مطرية قوية. الشيء الذي استبشر معه المواطنون خيرا، حيث ستنعكس هذه التساقطات إيجابا على الفرشة المائية الباطنية، وستساهم لا محالة في ارتفاع مستوى مياه الآبار والعيون. مما سيمكن من انعاش القطاع الفلاحي والمساحات الرعوية، وبالتالي تحسين وتجويد الانتاج في مجموعة من المحاصيل.
مناقشة هذا المقال