بقلم الهواري الغباري سينمائي
أقدم هشام العسري على نشر أفلامه على يوتوب حتى يتسنى للجميع مشاهدتها ، مبادرة جد متميزة خصوصا أن هناك شح في نشر الأفلام مغربية والعناء الذي يتطلبه الحصول على بعض الأفلام المغربية يفوق التصورات.
من النادر أن تجد من يأخذ موقفا محايدا من أفلام هشام العسري ، هناك فقط من هو منبهر بهذه الأفلام ويعتبر العسري من أهم المخرجين المغاربة أو من يحمل ارتساما جد سلبي على تجربة العسري على اعتبار أنها سينما مملة لاتحقق الفرجة كما ينقصها العمق الجمالي ، التقني والفكري ، الشيء الذي لايزعج هشام العسري الذي يعتبر الأمر عاديا بل مرغوبا فيه مادام الفيلم قادر على جعل المشاهد بدوره طرفا في العملية الإبداعية الفيلم الحقيقي هو الذي يزعج قناعاتك السينمائية ويدفعك للتفكير.
في سينما هشام العسري ، يتنكر السيناريو لوظيفته في السرد ويصير مجرد ذريعة لممارسة الحق في العبث ، قد لا تجد هناك قصة واضحة المعالم لكن هناك موضوع وقضية وجرأة في اختيار الموضوع ، وجرأة في اختيار الشكل السينمائي بتكسير كل قواعد اللغة السينمائية الكلاسيكية ، من حركة الكاميرا إلى تكسير الخط الوهمي saute d’axe وعدم الإنضباط لمبدأ الملائمة le principe de la correspondance حيث كل لقطة لها تبريرها في الحركة وسياق الحركة إنها سينما مختلفة ، تشعرك أنك داخل قيامة بصرية حيث الكاميرا ليست محايدة تماما بل شريك في عملية الخلق السينما ، والشخصيات مجرد كراكيز تائهة يشغلها المخرج حسب متطلبات اللحظة الدرامية شخصيات قلقة متوثرة تترجى الخلاص الذي قد لاتدركه في نهايات افلام هشام العسري المفتوحة على العدم واللاجدوى.
قد نختلف كثيرا مع هشام العسري لكن هذا لايمنع من الإعتراف بأنه سينمائي مختلف وأفلامه لاشبيه لها في ماينتج في المغرب سينمائي يسعى إلى التقرب من السينما حتى ولو كان على حساب التضحية بالجمهور.
مناقشة هذا المقال