لماذا شهدت سوس أعمال عنف وانفلاتات أمنية ؟ وعلاش بالظبط هذه الجهة اللي عرفت اكبر عدد نقط وبؤر أعمال الشغب؟

بقلم سعيد رحم
سوس للأسف بعيدة على الإعلام المهني الذيى يمكن أن يواكب هذه الاحتجاجات، و تغيب فيه النخب التي يمكن لها أن تقرا هذا السلوك الاحتجاحي ..وهي غائبة دائما عن النقاش العمومي ، ماشي غير دابا..حنا عندنا في سوس النخب الأكاديمية ديال المهرجانات و جنرلات أعراس المهرجانات الذين نكتشف صفتهم الأكاديمية فقط في مهرجانات الصيف!
سوس هي العنوان الأبرز للفوارق المجالية، سوس توجد خارج الثلاث جهات المساهمة في نصف الثروة الوطنية..سوس بدون مستشفى جامعي حاليا يخفف الضغط عن أزمة المستشفيات، بدون قطار ، نقول قطار فقط وليس قطار سريع… وبدون طريق سيار؟ سوس بميناء واحد وشريط ساحلي كبير؟ ..سوس بمطار بئيس محطة الرباط أحسن منه بكثير؟.. بجامعة التفصيل في حالها وشواهدها ممكن أن يكون “فيه فصل”!..حتى تدبير الموارد البشرية تعج بكثير من الأسئلة…كم عدد الأطباء من مختلف التخصصات في سوس مقارنة بعدد الساكنة..وحتى في الحكامة الأمنية ( هذه النقطة مهمة لفهم جزء كبير من تدبير مظاهرات الأيام الأخيرة) كم عدد عناصرالدرك في سوس وخاصة في المناطق الأكثر تفريخا للبؤس والعنف والجريمة وتجمعات سكانية تستقطب جيش من البؤساء من مختلف مناطق
..المغرب؟
ندين العنف كل عنف، عنف الشارع وعنف الدولة..وندين الفوارق المجالية وكل ماينتج العنف ويفرخه.. هل تعرفون ماهي أيت عميرة وبيوكرى والقليعة؟ ..هل تعرفون حال العاملات والعمال الزراعيين..والعشوئيات التي تنتج كل الظواهر والعاهات الاجتماعية والصحية..نسبة الطلاق؟ الهدر المدرسي؟ الأمهات العازبات؟ نسبة السيدا؟ أمراض السرطان ؟ ..
ماحدث في بيوكرى وايت عميرة والقليعة وتيزنيت لم يحمل اي مفاجأة إلا من عقولهم وقلوبهم اقفالها…
ماحدث في تيزنيت حكاية أخرى صنعها عشرات القاصرين الذين خرجوا من أحياء الفقر والبؤس، والذين يستيقضون على ملاعب القرب ، التي كانت فيما قبل قبل أراضي قاحلة ومشاعية للعبهم ، والتي بنيت الآن بأموال دافعي الضرائب وتحولت إلى ملاعب تسطو عليها مقاولات كروية لا يستطع أطفال فقراء الأحياء الشعبية القريبة الولوج إليها، حيث الانخراط السنوي يصل إلى الف درهم!!!!…نفس الأطفال الذين تستقبلهم مدارس الريادة ولا يستفيدون من مراكز الدعم وضحايا الهدر المدرسي و الذين كانوا شرارة عنف كاد يحرق المدينة..
ندين العنف ولكن ندين أكثر الآلة التي تنتجه..سنعود إلى التدبير الأمني لليلة الثلاثاء الأسود بتيزنيت، لماذا تم اعتقال الشابين جعا والسايح أثناء التظاهر السلمي وقبل اندلاع أعمال العنف ؟ لماذا يستمر اعتقالهم إلى حدود اللحظة؟ وهم لم يتورطوا في اي أعمال شغب؟ من يتحمل مسؤولية الانفلات الامني؟ لماذا تم اعتقال الشاب خليل وهو يهم بالسؤال صبيحة اليوم الموالي للتظاهر عن صديقه؟ ..اي مقاربة أمنية وحقوقية لليلة الثلاثاء الأسود في تيزنيت ومابعدها؟!..
أطرح هذه الأسئلة بكل مرارة وألم ومعاناة ، روحا وجسدا، وقد كنت انتظر موقفا أو بيانا من الأحزاب المحلية اوحتى مبادرة وساطة مدنية ..ولكن الكل التزم الصمت ويزن مواقفه ببيض النمل..ندين العنف وندين من صنع مشاتله وبؤره…
حزين جدا، واغالب دموعي وأنا اكتب الآن ..وجبر الله أحزان سوس وكسورها وفرج همومها وكرباتها وغفر لنخبها..بجاه دي الجاه عظيم الجاه بجاه سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم ، وبجـاه قطب سوس الأول سيدي أحمد اوموسى!