في زمن كورونا، وما يعرفه العالم باسره من توقف اقتصادي واجتماعي جراء انتشار هذا الوباء، ادرار ايت صواب انخرطت بشكل تلقايي في تطبيق الاجراءات الاحترازية للمملكة، وسلمت امرها للواقع، وساهم ساكنتها في انجاح الاجراءات وحماية نفسها من هذا الوباء، وانغمست في مبادرات اجتماعية وتضامنية انسانية لتخفيف من حدة الوباء وانعكساته على مكونات المجتمع الصوابي ، قبل ان تجد نفسها امام اجتياح كبير وواسع لرعاة الرحل من جهة اداوكنيظيف عبر اساكن (جماعة اوكنز) الى تودما ومناطق ودواويير اخرى بالجماعة الترابية لتنالت، اقليم اشتوكة ايت باها .
فاختنقت الساكنة، وشاهدت ما لم تشهده المنطقة في حياتها الكونية من الماشية وعناصر بشرية مجهولة الهوية ملثمين يستعرضون قواتهم وينهكون حرمة المكان، ويضربون عرض الحايط كل القيم والاخلاق والمبادئ المتعارف عليها والراسخة في هذه القمم الصامدة فكانت احداث مأساوية لا انسانية واصطدامات و محاولة تهريب الاشخاص الى المجهول، وطلبت الساكنة النجدة وارتفع منسوب المطالبة بالحق واجلاء هؤلاء الرعاة الرحل قبل ان تقع كارثة بشرية في المنطقة .
ونسي الجميع الحجر الصحي وكورونا، وطرحت اسئلة المواطنة وحق ساكنة ادرار في الامن والسلامة الجسدية واحترام اراضيها، وتبادل الجميع صور وفيديوهات ومقاطع صوتية تشهد على ايام عصيبة وشاقة في تاريخ الساكنة الادرارية في زمن كورونا .
وفي ظل الحجر الصحي وحالة الطوارى، استمرت مافيا الرعاة الرحل في هتك حرمة المكان، و تحويله الى فضاء يسوده الخوف وعدم الاحساس بالامن، اضافة الى خسائر في الممتلكات والمحاصل الزراعية واتلاف بعض البنايات السكنية، وتسجيل حالات اعتداءات جسدية ولفظية .
وادرار بكل اطيافه وابنائه ومكوناته لاتختلف حول واقع ادرار الذي عرف ومازال يعرف لحظات وواقائع صادمة جراء هذا التوغل الوحشي للرعاة الرحل، لكنها مطالبة اكثر مما مضى الى مزيد من الوحدة والتضامن واقتراح بدايل اكثر واقعية وامكانية التطبيق من اجل الحد من هذه الظاهرة واعادة الاعتبار للمجال.
ادرار الذي احب، عاش اياما صعبة اختلط فيها الخوف من كورونا بمشاهد رعب ومحاولة اختطاف والحجارة والترهيب في واضحة النهار في استهتار واضح بالقانون ومن يسهر على تنفيده وبالساكنة اساسا.
وحتى لا ينسى الجميع، ادرار له تاريخ وحضارة ولن يكون يوما من الايام مسرحا لاهانة ابنائه ونسائه، فقط يمتثل للقانون وينشد دولة المؤسسات لرفع الضرر عنه قريبا .
مناقشة هذا المقال