يتابع المجتمع المدني البيئي وبقلق شديد في الآونة الاخيرة طريقة تشذيب وقطع أشجار الرصيف داخل المجال الحضري بكلميم بطريقة ارتجالية وعشوائية دون استحضار الوظائف البيئية والجمالية لهذه الأشجار ودون مراعاة الخصوصيات المناخية للمجال.
واعتبارا لكون الحق في بيئة سليمة يبقى من الحقوق التي يكفلها الدستور والمواثيق الدولية التي صادق عليها المغرب، وتجسيدا لمنطق المسؤولية الوطنية والعلمية، فإن فعاليات المجتمع المدني البيئي بكلميم تشير إلى نبيل علم المؤسسات الوطنية والجهوية والمحلية أن عملية تشذيب وقطع الأشجار بالشكل الحالي لا تتماشى مع ما هو متفق عليه في مخططات تهيئة المجالات الحضرية ويتناقض مع التحديات البيئية التي تعرفها مدينة كلميم، وهذا يكرس ازمة المدينة ويساهم في تدهور مشهدها الحضري ؛ مع ضرورة التذكير أن عمليات التقليم والتشذيب تكون دورية يتم القيام بها بهدف تجديد الأشجار وإزالة الأجزاء التالفة والفروع المريضة منها من أجل زيادة قدرتها على الصمود وليس اغتيالها ووأد الحياة التي دبت في مفاصلها والحكم عليها بأن تبقى لفترة غير معلومة في العراء. لذلك فتشذيب الاشجار يجب أن تخضع لضوابط علمية وتقنية تتماشي والظروف المناخية للمجال وتحافظ على جمالية الشوارع والمساحات الخضراء بالمدينة.
واستحضارا للأدوار الهامة التي تلعبها الأشجار في المناطق الحضرية من توفير الظل للساكنة وإبعاد الملوثات مثل ثاني أكسيد الكربون CO2 وثاني أكسيد النتروجين NO2 إضافة للجسيمات الدقيقة في الجو وتخفيض درجة الحرارة وتوفير كميات مهمة من الاوكسجين، فإننا نحمل المسؤولية الكاملة للمجلس البلدي على غياب استحضار البعد البيئي في برنامج عمل الجماعة طبقا لمقتضيات القانون التنظيمي 113-114.
وحيث يستنكر المجتمع المدني البيئي بكليميم عمليات تقليم هذه، وقطع الأشجار التي استغرقت تنميتها عقودا من الزمن ويعتبرها جريمة بيئية غير مبررة تمس بشكل خطير وغير مسؤول المشهد الجغرافي والعمراني والهوية البصرية لمدينة كلميم في غياب تفاعل القيمين على تدبير الشأن المحلي مع القضايا والاشكالات البيئية بالمجال الحضري للمدينة.
تأسيسا على ما سبق، وإنطلاقا من المسؤولية الوطنية والعلمية لفعاليات المجتع المدني البيئي بالمدينة، وإستحضارا لكون الحق في بيئة سليمة من الحقوق الدستورية المفروض أن يتمتع بها المواطن الكلميمي، فإن جمعيات المجتمع المدني المهتمة بالشأن البيئي تدعو الى:
1- إيقاف عمليات التشذيب والتقليم العشوائي لأشجار الرصيف والتزيين داخل المجال الحضري؛
2-إعداد مخطط جماعي تشاركي لتدبير المساحات الخضراء؛
3- إعتماد سياسة بيئية ترابية بعيدا عن العبثية والعشوائية في مجال التعمير،
4-تجديد قنوات الماء الصالح للشرب، إحصاء الابار المنتشرة بشكل عشوائي داخل المجال الحضري، منع البناء في المجالات الفيضية والمجالات الممنوع فيها البنآء حسب تصميم التهيئة؛
5- استحضار ديناميات بيئية إيجابية تصون حقوق ساكنة المدينة وذلك بتقوية قدرات المنتخبين في المجال البيئي؛
6- تبني مخططات منظرية محلية لغرس الأشجار والتزيين بالمجال الحضرى بمدينة كلميم؛
كلميم في: الاثنين 26 فبراير 2024
توقيعات جمعيات المجتمع المدني البيئي بكلميم
جمعية الوفاق للتنمية والثقافة والتواصل ؛ – ملتقى بلادي للمواطنة فرع كلميم ؛ – مرصد الجنوب للدراسات والأبحاث والتنمية المستدامة ؛ -جمعية مدرسي علوم الحياة والارض بالمغرب فرع كلميم ؛ – جمعية حماية البيئة والتنمية المستدامة للواحات ؛ – منظمة تاماينوت
مناقشة هذا المقال