بقلم : حسن رياض
حين أبدأ عملي بقدوم الليل أرغب أن ينعم أبناء مدينتي بمحيط نظيف و صحي، أجمع النفايات بكافة أنواعها، جرحت نفسي مرارا بزجاج مرمي سهوا أو عن قصد، تأذت رئتاي وأنفي من روائح لا تحتمل، تعذبت معي أختي، زوجتي وأمي في نظافة ملابسي، كل ذلك من أجلك يا ابن مدينتي.. ”
كلمات من فم عامل نظافة من مدينتي تيزنيت، بقدر ما هي مؤثرة وواقعية هي مؤلمة تظهر مدى تحضرنا ورقينا وتظهر مدى تعاطفنا مع بعضنا البعض ، رمي النفايات عشوائيا دون وازع اجتماعي أو ديني يظهر مدى وعينا بأهمية الوسط الذي نعيش فيه.. ولكل من يبحث عن فضاء سليم يلجأ اليه وأهل بيته نهاية الأسبوع أقول أن ذلك الفضاء يبدأ من الحي الذي تسكنه، لكل من يرفع شعارات حول حماية البيئة أقول أن ذلك يبدأ من التعقل في التعامل مع نفاياتك، لكل من يرفع شعارات حماية حقوق الانسان أقول ارحم عامل النظافة الذي يسهر على خدمتك.. الحقيقة يا ابن مدينتي أنك أرقى من أن ترفع شعارات لا تؤمن بها.. ولكل من يتغنى بأنه يدفع ضريبة النظافة اعلم أن الضريبة الحقيقية سندفعها جميعا اذا اصابنا وباء من قبيل “فيروس كورونا” لا قدر الله… حفظكم الله يا أبناء مدينتي العزيزة تيزنيت.
مناقشة هذا المقال