شهدت مدينة تيزنيت يوم الاثنين 18 دجنبر الجاري وفاة المرحومة المسماة قيد حياتها سميرة أجبود ابنة منطقة تالوين إقليم تارودانت عضو بجماعة تيزنيت باسم حزب التقدم والاشتراكية وفاعلة جمعوية نشيطة في المجال الاجتماعي والبيئي وفي صفوف الشباب ،
و قد شاركت الفقيدة في الدورة الأخيرة للمجلس الجماعي و بعد ذلك أحيلت على المستشفى الإقليمي الحسن الأول بتيزنيت مند الجمعة 15 دجنبر 2023 حيث وافتها المنية بعد قضاء ثلاثة أيام هناك قبل وفاتها. وبهذه المناسبةالاليمة لفقدان احد شباب العمل الجمعوي بمدينة تيزنيت نتقدم بتعازينا الحارة لعائلة الفقيدة والمجلس الجماعي لتيزنيت وأعضاء فريقها في حزب التقدم والاشتراكية.
وتكريما لروحها الطاهرة نعيد نشر مقال حول أنشطة الفقيدة في المجال البيئي وهذا نصه:
هسبريس مصطفى البكار من تيزنيت
الإثنين 30 غشت 2021
معتمدة على حسها الإبداعي وملكتها الفنية الفطرية، تواصل سميرة أجبود مجهوداتها اليدوية والفكرية في إعادة تدوير المتلاشيات وتحويلها إلى أشياء ذات قيمة قابلة للاستعمال في الحياة اليومية.
تكرس هذه الفنانة المتحدرة من منطقة تالوين والقاطنة بمدينة تزنيت، منذ سنة 2014، معظم وقتها لممارسة فن إعادة التدوير كهواية مفضلة مكنتها من تحويل كميات مهمة من النفايات المنزلية إلى العديد من المجسمات والتذكارات والتجهيزات.
عصامية الفنانة أجبود وحبها للإبداع دفعاها إلى تحويل العمل المنزلي إلى ورشة خارجية أسمتها “دار الديكور والفن” تعرض عبرها ابتكاراتها للعموم، وكل همها إيصال رسائل تربية ملكة الفن إلى الأطفال وزرع حب البيئة والطبيعة والمحافظة عليهما.
وعن قصة ولوجها لفن إعادة التدوير، تقول سميرة أجبود، في تصريح لهسبريس، إنها “كانت صدفة، والضبط سنة 2013 بعد مشاهدتي لبرنامج وثائقي فرنسي يعرض لعملية صنع شركة للأثاث عن طريق إعادة تدوير الورق والبلاستيك. كما ساهم في ذلك ميولي الفطري إلى الفنون وإلى كل شيء تطبيقي يدوي وإبداعي”.
تضيف أجبود: “هكذا تأثرت كثيرا بهذا الفن، لما يتمتع به من فلسفة راقية قادرة على تحويل نفايات لها ضرر على البيئة إلى أدوات ذات قيمة. وبدأت محاولاتي الأولى عبر جمع بعض المتلاشيات بالمنزل وإعادة تدويرها بالاستعانة بالأنترنيت. وموازاة مع ذلك، قمت بنشرها على مواقع التواصل الاجتماعي، ولاقت استحسانا كبيرا من لدن المتتبعين”.
وبخصوص المواد التي تقوم بإعادة تدويرها، أوضحت المتحدثة ذاتها أنها تشتغل على البلاستيك والخشب والزجاج والورق والتوب وغيرها من المواد مع إدخال تحسينات وتعديلات عليها، إضافة إلى عجلات السيارات أيضا على الرغم من أنها تحتاج إلى فضاءات معينة قصد إعادة تدويرها.
وزادت أجبود: “راكمت أفكارا وإبداعات شخصية عديدة، مكنتني من كسب احترام وتشجيع فئة عريضة من ساكنة تزنيت التي أصبحت أعرف فيها كناشطة بيئية. كما أطرت مجموعة من الورشات بمدارس عمومية وأصبحت مؤثرة في هذا المجال، خصوصا في صفوف فئة اليافعين الذين أحاول قدر الإمكان أن أزرع فيهم ثقافة هذا الفن”.
“في بداياتي، واجهت سيلا من الانتقاد والملاحظات التي تسفه فن إعادة التدوير وارتباطه بالنفايات والأشياء المتخلص منها؛ لكن تمكنت من تجاوز كافة العقبات مستيعنة بفطرتي الفنية وعصاميتي على الرغم من أنني لم أدرس في أي شعبة لها ارتباط بالفنون”، تورد الفنانة نفسها.
وعن سر نجاحها، قالت ابنة منطقة تالوين والتي تقطن حاليا بمدينة تزنيت: “إنني أنطلق من مبدأ يتأسس على أنه لايوجد شيء في الحياة بدون معنى، مستعينة بما تربي لدي من حس جمالي وإبداعي، ومن ضمن دوافع نجاحي أيضا أنني إنسانة مجدة تؤمن بقدراتها وأفكارها وتحب الجمال وتهوى المساهمة في صناعته ومصرة على إخراج طاقتي، وطبعا من ساهم في نجاحي هو الله عز وجل”.
وأكدت سميرة أجبود على ضرورة التفكير من طرف الجهات الوصية على قطاع التعليم قصد إقحام هذا الفن ضمن المنظومة التربوية، مشيرة إلى أن الخطوة ستكون لها أهمية بالغة في زرع ثقافة الابتكار لدى الناشئة عوض ثقافة الاستهلاك، وبالتالي سنكون مستقبلا أمام مجتمع منتج وفعال.
ودعت أجبود، في ختام حديثها مع هسبريس، الجهات المسؤولة إلى تشجيع فن إعادة التدوير لما له من دور كبير في الحد من التلوث وما يسببه احتباس حراري وجفاف وغيرها من التغيرات المناخية التي تواجه العالم، مبرزة أن هناك مجهودات تبذل في هذا الجانب؛ لكن تبقى غير كافية إلى حدود الساعة، وتلزمها أنشطة وورشات وندوات علمية وأخرى تطبيقية.
مناقشة هذا المقال