المتتبع لتحولات السياسات التعليمية بالمغرب لن يجد الجديد في الخطاب الملكي أمس ومايتعلق فيه بالتكوين المهني، لأن رهان الدولة في العشرية الأخيرة هو ربط المدرسة بالسوق وليس بالقيم..من بيداغوجيا الإدماج والكفايات وصولا إلى جعل السنة الخامسة للتعليم الابتدائي انطلاقة للمسارات المهنية، واستكشاف الطفل مهن السوق و المقاولة، تحضيرا للزج بهم في مختلف مهن التكوين المهني… العملية ابتدأت بالفعل ، والخطاب الملكي لا يعطي الانطلاقة ولا يقدم الجديد بهذا الخصوص، والدهشة التي اعترت مجموعة من الأصوات هنا دليل على غياب مواكبة مجتمعية للسياسات العمومية في قطاع التعليم..الدولة تتجه نحو تكوين جيش من اليد العاملة والخماسة عبر ربط التعليم العمومي بالسوق، ولا رهان لها حول القيم والفكر والثقافة والفنون..المدرسة اليوم تعيش حالة تصحر قيمي وجمالي، لا مسرح مدرسي ولا رياضة مدرسية ولاتربية مدنية و لاتربية على تدين هادئ ومستنير ، هي فضاءات بلا روح ولا هوية ..هي أشبه ب “كارجات” لتقوية وتعزيز كفايات تستجيب لضواري السوق والشركات وعبيد بمواصفات تقنية في ضيعة اخنوش والصفريوي والحيتان المتحكمة في الثروة والسلطة..أما جيل متمكن من العلوم واللغات والفكر النقدي والعلوم الانسانية فهو ما يتخوفون فيه لأنه جيل المواجهة الجذرية والمواطنة والقيم ، المضاد لجيل عبيد السوق ..
مناقشة هذا المقال