مامعنى أن تتحول المعارضة البرلمانية في حد ذاتها الى اشكال؟ وان تعلن نتائج الانتخابات دون أن تفرز لك أغلبية ومعارضة واضحة..ألا يعني ذلك أنك في مأزق، وأن العملية كلها بلا معنى !
لا ” معارضة برلمانية” تقوم بتأثيت المسرح ولو بحضورها الشكلي..لا صحافة مستقلة..لا نقابات قوية ..لا هامش حريات تتحرك فيه باقي التعبيرات السياسية والاجتماعية المعارضة للنظام خارج المؤسسات..
هل يعتقد مهندس هذا المشهد الذي قُتلت فيه كل مؤسسات الوساطة أننا في وضع سليم ويضمن الاستقرار والتدافع السلمي المدني ببلادنا، أم أن انسداد كل قنوات الوساطة وتجفيف المجالس المنتخبة والبرلمان من معارضة تؤمن بالنضال من داخل المؤسسات ، وحصار المعارضة خارج المؤسسات يندر بأفق مظلم يهدد الاستقرار،وسيكون النظام في مواجهة الشارع مباشرة عبر حركات اجتماعية جديدة في المدن والهوامش كانت الريف أولى محطاتها..
وعلى ذكر الريف والتي ارتبطت بالبام والياس العماري ..ألن تكون سوس بؤرة الانفجار الاجتماعي المقبل وارتباطها الحالي بأخنوش والتجمع الوطني للأحرار، وهيمنته المطلقة على كل المجالس بدون بروفايلات قادرة على تدبير شأن المدن والقرى وبدون معارضة مؤسساتية، وفي مواجهة شارع أتخمه اخنوشه بالوعود، وفي ظل أوضاع اجتماعية خانقة مرتبطة بقضايا العدالة المجالية والأرض والهوية والتي تغذيها جراح الذاكرة التاريخية للمنطقة ..وهي عوامل تفرز جيل جديد من الديناميات الاجتماعية ستتجاوز الجميع في سقف مطالبها، بخطاب آخر وقيادات جديدة أكثر جرأة ووضوح ..
خلاصة القول..ستتمدد السلطوية..وستقتل السياسة والاحزاب والنقابات والجمعيات …ستدجن النخب ..ستحقق انتصارات ظرفية …ولكن هناك سؤال ” وماذابعد؟”.. أوفين غاديين؟! وبأي تكلفة؟!
مناقشة هذا المقال