في سابقة من نوعها، أطلق رئيس الحكومة المغربية، سعد الدين العثماني، برنامجا وطنيا لتأهيل مهنيي التكفل بالأشخاص ذوي إعاقة التوحد، في حفل نظمته وزارة الأسرة والتضامن والمساواة والتنمية الاجتماعية، مساء الجمعة، بالرباط.
وأفاد العثماني في كلمة ألقاها بالمناسبة، أن التوحد يؤدي إلى صعوبات في العلاقات الاجتماعية، في حال عدم وجود مواكبة ودعم، مما يحول دون تحقيق الاندماج المجتمعي.
و قال العثماني:”هناك مشكل الهدر المدرسي، بوجود 270 ألف طفل يغادرون المدرسة في مختلف الأسلاك، الانقطاع في بعض الحالات يكون لعدة أسباب، من بينها التوحد، لذا كان من الضروري إحصاء هذه الحالات وإيجاد حلول لدعمها، وهو ما يستوجب تضافر جهود الفاعلين في المجالين الصحي والتعليمي”.
وأوضح أن ندرة الكفاءات في تكوين مهنيي التكفل بالأشخاص ذوي إعاقة التوحد دفعت إلى ضرورة التشخيص والمواكبة، لتلتحق بلاده بركب الدول التي تعمل على النهوض بحقوق الأشخاص في وضعية إعاقة و دعمهم، في إطار برنامج سياسي، يفي بالوعود التي أعطتها الحكومة، حيث يمتد على مدى 3 سنوات، و يسمح بتكوين 180 إطارا، و تأهيل 3600 مستفيد.
توقيع اتفاقية بين وزارة الصحة والأسرة والتضامن
من جهتها، اعتبرت وزيرة الأسرة والتضامن و المساواة والتنمية الاجتماعية، بسيمة الحقاوي، أن البرنامج يأتي في إطار تفعيل السياسة العمومية المندمجة للنهوض بحقوق الأشخاص في وضعية إعاقة.
وقالت المسؤولة الحكومية إن التوحد يعد أكثر المجالات حاجة للمكونين، في ظل النقاش الدائر حول ماهيته (مرض أو إعاقة)، ليأتي البرنامج الوطني الذي أطلق عليه اسم”رفيق” للإجابة عن الأسئلة ومرافقة المصابين به بشكل سليم، عوض التكلفة الباهظة التي يتكبدها الآباء وأولياء الأمور في الخارج، من أجل الحصول على تكوين يوفر لهم أسس الخبرة والمواكبة واعتبرت أن مجال الحماية الاجتماعية في المغرب يشهد نهضة من خلال البرنامج، الذي يوفر خدمات لم تكن لتنطلق في الماضي.
وقالت الحقاوي:”سنة 2012، كانت الميزانية المخصصة للأطفال في وضعية إعاقة 8 ملايين درهم (800 ألف دولار)، قمنا بجهود في أفق تطويرها لتصل إلى 17 مليون درهم( 1.7 مليون دولار)، حتى نتمكن من تغطية أكبر عدد ممكن منهم، و هو ما أصبح ممكنا بفضل صندوق دعم التماسك الاجتماعي”.
مناقشة هذا المقال