بقلم الحسين بويعقوبي انير.
بداية لا بد أن نوجه التحية لرجال السلطة وأعوانهم على المجهودات الجبارة التي يبذلونها لاقناع المواطنين بالتزام بيوتهم الا للضرورة القسوى احتراما للقرارات الاحترازية المتخدة للحد من انتشار وباء كورورنا. ومن شدة التعب والارهاق وكثرة العمل في الشوارع والأزقة كاد بعض القواد يفقدون صوتهم من كثرة النقاش والصياح والسعي لاقناع المواطنين, وقد تابعت لحظات من عمل احذى القائدات خلال جولتها بازقة احدى المدن المغربية، وهنا لابد من تنويه خاص بمنهجية القائدات في تعاملهن مع المواطنين حيث عبرن عن كثير من الجدية المصبوغة بالحنان الأمومي الذي لا يخفى على أحد. وقد أثار انتباهي في حوار هذه القائدة مع المواطنين والمواطنات صعوبة التواصل خاصة وأن لبعض لكلمات لدى المغاربة معاني أخرى ليست بالضرورة المعنى الأصلي، حيث يتم تقزيم المعنى أو توسيعه حسب السياقات وحسب مصلحة المتكلم والوضعية التي يوجد فيها ولذلك اطار ثقافي مغربي يسمح بذلك. فطريقة سعي المغاربة لاحترام الحجر الصحي، رغم خطورة وباء كورورنا، لا تخرج عن طريقة تعاملهم العادي مع كل القرارات، ولذلك يتم السعي للتحايل على كل شيئ بدءا “رخصة الخروج”، التي بدل أن تجعل من الخروج استثناء يصبح قاعدة فيتم تمديد مدته واطالة مسافة الطريق وقضاء أغراض أخرى ثانوية، دون الحديث عن صعوية تدبير المعادلة التالية “التوفر على رخصة الخروج يستدعي الخروج للبحث عنها، ولكي تخرج تحتاج لرخصة الخروج” وبينهما قد تنتظر أياما في بيتك دون أن تصلك هذه الرخصة,. أما توقيت اغلاق المحلات المحدد في السادسة مساء فقد يمتد ليصبح السادسة والنصف أو السابعة لأن التعامل مع الوقت في الأيام العادية كان يتم بهذه الطريقة وأصبح الخوف من قدوم القائد ورجال السلطة أكبر من الحوف من “كورورنا” نفسه.
أثار انتباهي في حوار القائدة مع بعض المواطنين المعنى الذي يعطى لبعض الكلمات والجمل من طرف المواطنين. واليكم بعض الحالات
1, التقت القائدة بشاب في الشارع فسألته عن سبب الخروج فأجاب “لشراء بعض الأغراض الأساسية” ثم طلبت منه رخصة الخروج فأجاب “توجد لدي أبي” فرافقته للبيت بحثا عن الرخصة. حين خرج الوالد اتضح أنه لا يتوفر على رخصة الخروج، فسألت الولد لماذا يكذب ؟ أجاب. الرخصة لدي أخي الأكبر. ردت القائدة اذن أنت تكذب فأجاب الشاب,” أنا لا أكذب فأخي الأكبر في نفس مرتبة أبي.
2,وجدت القائدة امرأة أمام باب منزل وفي ظهرها طفل صغير فقالت لها “دخلي لدارك”، دخلت المرأة للبيت، وفجأة خرجت من جديد فثارت القائدة في وجهها, ومن شدة الخوف كادت السيدة تقبل رأس القائدة، ثم سألتها “أين تسكنين؟ أجابت “في المنزل المحادي” ثم ردت القائدة “وماذا تفعلين هنا؟ فأجابت السيدة “هادي بحال داري”, وهذا معناه أن شعار “بقا ف دارك” قد يطبق عمليا بالمكوث جماعة في دار الجار أيضا.
3.دخلت القائدة الى محل تجاري بسيط فوجدت داخله مجموعة من النساء يتناقشن بشكل طبيعي وذون أي وقاية من كورورنا، فما دمن داخل “المحل” فلا خوف عليهن.
هذه بعض الأمثلة ومثلها كثير تصلح للدراسة لمعرفة طريقة تعامل المغاربة مع الحجر الصحي في زمن كورورنا.
مناقشة هذا المقال