بقلم ميلود بركي استاذ باحث في العلوم السياسية.
يخوض الاعلام الجزائري هذه الأيام حربا ضروسا على ثوابتنا الوطنية وهذا ليس مستغربا من الجارة الجزائر التي تنكرت لحسن الجوار وللتاريخ المشترك الذي يجمعنا وللتضحيات الجسام التي قدمها المغرب في سبيل تحريرها ابان الاستعمار الفرنسي ،ولذلك ونحن نشاهد هذا اللغط الاعلامي المسعور الذي يكيل الاتهامات والاكاذيب هنا وهناك نقول بأن ساعة الحقيقة قد دقت وأن أصحاب الحقوق لابد وان ينتصروا في نهاية المطاف، الا أنه ما يحز في النفس هو هذا التنكر السافر لكل ما بدله المغرب ملكا وشعبا لهذا البلد والذي ابتلينا بجواره حتى اصبح حجر عثرة في سبيل استكمال وحدتنا الترابية.
ورغم هذا العداء الكبير الذي يكنه حكام الجزائر للمغرب الا ان هذا الأخيركان هو السباق دائما و في جميع المناسبات الى مد يده من أجل المصالحة وفتح الحدود لكن الجزائر تشهر دائما لاءاتها لأنها لا تريد استثمار العلاقات الاخوية لما فيه مصلحة الشعبان الشقيقان، وبالتالي فجنرالات الجزائر يحركون دائما هذا الكيان اللقيط (البوليساريو) للضغط على المغرب وابتزازه، وهذه اللعبة أصبحت مكشوفة للعدو قبل الصديق، لكن المغرب دائما يحقق مكاسب جديدة وكما لاحظنا جميعا فعدد لابأس به من الدول فتحت قنصليتها بجهة الصحراء المغربية كما أن عدد من الدول سحبت اعترافها بالكيان الوهمي وباشرت في فتح صفحة بيضاء مع المغرب الذي أصبح يستهوي عدد من الدول، فالمغرب أصبح متوغلا في افريقيا بسبب استثماراته الضخمة في عدد من الدول الافريقية وذلك بفضل حكمة وتبصر جلالة الملك محمد السادس الذي يعرف جيدا أن المستقبل في افريقيا ولذلك ما فتئ يربط جسور التواصل مع الزعماء الأفارقة الذين يقدرون عمق العلاقات الأخوية التي تربطهم مع المغرب.
من جهة أخرى ضربة موجعة تتلقاها الجزائر من لدن قوة عظمى وهي الولايات المتحدة الأمريكية التي اعترفت بمغربية الصحراء وهذا ربح كبير للمغرب نظرا للمكانة البارزة التي تحتلها الولايات المتحدة داخل المجتمع الدولي وهذا اللغط الاعلامي والحملة المسعورة التي يخوضها الاعلام الجزائري هذه الأيام ما هو الا رد فعل بئيس أمام حجم المكاسب التي حققها المغرب على المستوى الدولي بخصوص قضية الصحراء المغربية ،وبالتالي
فالجزائر ماضية في أسلوبها العدواني اتجاه المغرب وستبدل كافة الجهود لثني بعض الدول من اجل الاعتراف بمغربية الصحراء عبر تحريك العديد من الاغراءات، وستبقى وحدة المغرب العربي وفتح الحدود وازدهار الشعوب رهين بحكام الجزائر والجنرالات الذي راكموا ثروات ضخمة في الخارج على حساب مستقبل شعوبهم.
ختاما نقول ان المغرب قوي بتلاحم الملك والشعب صحيح ان هناك مشاكل اقتصادية ومشاكل على مستوى تدبير العديد من الملفات، ويجب تصحيح العديد من الاخطاء الادارية والسياسية والاقتصادية كما يجب ربط المسؤولية بالمحاسبة من اجل ايقاف نزيف نهب المال العام وان نستغل ثروات لما فيه مصلحة الجميع وان لا تبقى الثروات حكرا على فئة محظوظة من المجتمع في حين يتخبط اغلبية الشعب في الفقر والامية والجهل، علينا ان نسعى لبناء وطن يتسع للجميع ويحتضن الجميع ،ويجب ان نعلم ان هناك مكاسب عديدة تحققت وان استقرارنا تحسدنا عليه العديد من الدول لذلك علينا ان نعمل جميعا لبناء الوطن كل من موقعه فالإخلاص في العمل والمواطن المسؤول كما قال جلالة الملك هو ما يحتاج اليه المغرب خصوصا في الوقت الراهن.
مناقشة هذا المقال