محمد جوهري، فاعل جمعوي.
بعد منتصف يومه هذا،ستبدأ العملية الإنتخابية، في أبعادها المحلية والجهوية والبرلمانية، حَمْلتها في ظرف صحي عسير. وغير مطمئن.
بغضّ النظرعن الأسباب والدوافع التي لم تُسعف الدولة في أن تأخر هذه العملية عن موعدها، فالمطلوب من كل المشاركين فيها الحيطة والحذر واحترام التدابير الإحترازية.
تتميز هذه العملية السياسية، والتي تُؤسِّس لمؤسسات تمثيلية، يُعهد لها المشاركة السياسية في تسيير شؤون البلاد، تتميز بإقبال ومشاركة فئات عريضة من الشباب، بشكل مُلفت للنظر، مما قد يعطي للعملية نكهة خاصة ويمنح لنتائجها طعما آخر غير الطعم المألوف والمُعتاد.
إن الشيء الذي لا يُطمئِن في ما يُواكِب هذه الإستحقاقات، التي تُعتبر وافدةً على ثقافة المغاربة، كقبائلَ ومجموعاتٍ وأفخادَ وأُسرٍ، التهافت اللاعقلاني/الإنتهازي للظفْر بمقعد يضمن للمترشح مصدرا ريعيا وتسلقا طبقيا،ضاربا عرض الحائط الأعراف والقيم والأخلاق، وفي استدعاء للعناد و النعرات والعداوات وللمكر والمكائد والمناكر.
ما لا يقف عليه جُلّ المُتَرشحين هو أن ثقافة المغاربة، لا تقبل بمثل هذه السلوكات، ولا يستهويها استعراض الخصال والخدمات والكفاءات من قبل المترشح، بقدر ما يفضل الأمازيغ أن يختاروا ،هم، بفطنتهم وذكائهم وبحنكتهم، المُرشَّح المُناسب. أي ،مَنْ يرون فيه القدرة وكفاءة التمثيلية وحُسن الخُلق واللَّباقة في التفاوض.
لا مقارنة بين الثقافتين: الثقافة الغربية التي تُعلي من شأن الفرد، وتمنح له مساحات واسعة غير مُراقبة، ولا تخضع إلا لضوابط سياسية. وبين الثقافة الأمازيغية التي تُعلي من شأن الجماعة وتطمئن لاختياراتها ولسلطتها, كما أنها تستحضر معايير أخرى تمزجها بمعيار السياسة.
مناقشة هذا المقال