بقلم :نورالدين توزيط
إن الفراعنة والأباطرة تألهوا ؛ لأنهم وجدوا جماهير تخدمهم بلا وعي 《محمد الغزالي》، هذا القول يقرب نوعا ما صورة وادنون و يلخص ما يقع فيها من غوغائية و تطبيل لزعماء صنعتهم حاجة الافراد لاموالهم و أصبح من هم سائرون على نهج العبودية المختارة مجرد سحليات تتحرك على ايقاع الامعاء، فالزعماء كثر إلى ان تنتهي النعم.. و ان مات الزعيم عاش الزعيم.
هذا واقعنا و ان إختلفنا و لا يمكن لنا ان ننكر حقيقته و لو حاول هؤلاء المتملقون الجدد انكار حقيقة ان الفقر محركهم.
أولا قبل البدأ في وضع خطوط عامة لهذا المقام و توضيح حمولته و بعيدا عن لغة البطون التي يتفنن ممتهنوا “تابلحاست” في اداء واجبهم بكل تفان و إخلاص ممزوج بروح الدعابة و السخرية؛ لابد ان يلامس المتتبع للشأن العام المحلي و الاقليمي و الجهوي بجهة كلميم من أبناء هذا الهامش رفضهم التام للكيفية التي تدار بها الامور و يرصد الأمل في عيونهم.
لهذا فهم يتابعون أخبارها بالتدقيق و التمحيص يتفاعلون مع الاحداث و يحللون و يجتهدون لفك طلاسيم واقع جهة ولدت بالولادة القيصرية قبل ان تجهض معها أحلام من تنبؤوا بنجاح تجربة أول رئيس لها لما لا و هو ينتسب لأسرة الأنتلجلنسيا قبل ان تدك أغلبيته على يد خريجي مدرسة “دمياطي” .
هي تجربة أراد لها ان تفشل في مهدها و فشلت و انتهت قبل ان يشيد على أنقاضها وسطاء المقاولات و المتضررين من عملية البلوكاج أبراج مجلس أخر بأغلبية انسجمت مع مصالحها لتجاوز خسارة ما خلفته حملتهم الانتخابية المكلفة، و احيت فيهم نهم الافتراس بعد ان صاموا 3 سنوات عجاف و قضاوها في عراك “عيلات الحمام”.
بسرعة البرق و انتهت تجربة إبن العم بطعنة مشكوك في صحتها من لذن بنت العم، و الغاية انقاد ولايتهم التي تقترب نهايتها و تعويض خسارة حفلة “زرقلاف” في لعبة متكافئة بين العائلتين؛ و الانقلاب الوهمي هو في حقيقته خطة للعودة لنقطة الصفر ومنح تأشرة الامتياز للرئيس المخلوع.
كل خيوط اللعبة واضحة للعيان، الوادنونيون ” جات على عنيهم ضبابة” كما يقال في العامية .
و المضحك من هذا السيناريو المحبوك ان المعركة كلما طالت انكشفت عورتهم أكثر، هي مجرد 5 سنوات لكنها كافية لتوضح للجميع ان أعضاء هذا المجلس معارضة و اغلبية سيان، يتشدقون امام الكاميرات بشعارات الدفاع عن المال العام و تقمص شرعية الصناديق الوهمية “باش ياكلوا بها الغلة”.
هي شعارات كثيرة تغنى بها هؤلاء قبل ان يتضح بالأمس مضمونها و توضح لنا ماهية ما يقصدونه بحماية المال العام! و كيف يحافظون عليه من التبذير بعد التأشير على شراء 4×4 ?
من استبشر خيرا بالأمس من نهاية البلوكاج هم كثر و منهم من علقة شماعة الامل على انقاد ما تبقى من ولاية المجلس، ماذامت الرئيسة جريجة السلك الدبلوماسي و تثقن الحوار و تتفنن في دروب السياسة و بإمكانها إنقاد ما تبقى من ولاية مجلس اغلبية المصالح.
تنقطع أخبار جهة كلميم وادنون بين الفينة و الاخرى و تتلاشى حقائق مجلس يسير في الخفاء و تعلن نتائج جلساته في العلن..قبل ان تنفجر حقائق توافقاتهم بتخصيص ميزانية ضخمة لاقتناء سيارات 4×4 و الحجة تقريب المسافات لاعضاء اللجن و تحسين جودة تدخلهم.
استغرب اليوم من تفاءل خيرا من واقعة 4×4، و ارتفعت اصوات الرافضين ان يكونوا مجرد شهود ،و بدى السخط الشعبي واضح و يتشكل ، فلا يمكن أن يصدق عاقل ان أول قرار لهذا المجلس الذي دافعت معارضته او انصح القول اغلبيته بإستماثة عن المال العام هي نفسها من صوتت للقرار شراء السيارات.
واقعنا اليوم يتجاوز حالة اليأس و الاحباط في جهة تحتل الرتب الاولى في جميع الاشياء ان كانت سلبا، فالبطالة نتعايش مع وضعها و الفساد نتقبله ونتنفس هواءه و الهجرة السرية نحن ممتهنوها و التهريب نقتات منه.
فإذا اسندت الامور لغير أهلها فإنتظروا العجب.
مناقشة هذا المقال