على إثر حادثة سير مميتة في الطريق الوطنية رقم واحد الرابطة بين اگادير وتيزنيت في اتجاه الضيعات الفلاحية بمنطقة شتوكة ايت بها والضبط مكان تواجد مخططات التليف حيث كانت الحاجة إلى اليد العاملة الرخيصة وخاصة في صفوف النساء والأطفال كما هو الحال بالنسبة للضحية غزلان بلال التي وافتحها المنية في هذه الحادثة وهي ما تزال تلميذة في مقتبل العمر، وعلى إثر هذه الفاجعة تفاعل مختلف رواد الشبكات التواصل الاجتماعي مع الحدث واخدنا بعض منها لدق ناقوس الخطر على ظاهرة تشغيل الأطفال والظروف المزرية التي تشتغل فيه العاملات الزراعيات بالمنطقة وكانت الحادثة بمثابة إثارة التساؤلات والبحث عن الاجوبة عن هذه الظواهر الاجتماعية التي يتحكم فيها الجانب الإقتصادي ولكم بعض التدوينات بعض الفعاليات و النشطاء :
1_الأستاذ مراد تردا أمام وخطيب : تلقيت ببالغ الحزن والأسى نبأ وفاة تلميذتي غزلان بهال ضحية لقمة العيش حيث تعرضت اليوم لحادثة سير رفقة العاملات الزراعيات بضيعات أشتوكن (العاملة الزراعية) كانت تتابع دراستها بالثانوية التأهيلية الوحدة بتيزنيت، رحمها الله رحمة واسعة وتقبلها شهيدة عنده ورزق أهلها وزملاءها الصبر والسلوان إنا لله وإنا إليه راجعون وبالشفاء لباقي المصابات.
2_الناشط المدني سعيد رحم :
التلميذة / العاملة الزراعية الشهيدة غزلان ومعها رفيقاتها ..يخرجن يوميا في “بيكوب” من دوار الزاويت بأكلو أمام مرأى وأعين السلطات…وفي الوقت الذي تقوم فيه هذه السلطات بحملات استعراضية حول ” التباعد الاجتماعي ” في شاطئ أكلو، كانت غزلان في حاجة الى ” تباعد مع الموت” ومن يحمي حقها في الحياة والعيش والتمدرس…غزلان ورفيقاتها نساء على أجنحة الفقر، بعيدا عن خرافة ” الاقتصاد التضامني” و كرنفالات التعاونيات وأوهام الإندياش.. في حديث مع اصدقاء من أكلو شهادات صادمة عن الوجه الآخر من البؤس الذي يحجبه اللواء الازرق!
3_الناشط الحقوقي الطيب بوزياني.
بينما الكل يجادل في الطريقة الأنسب للتدريس في زمن كورونا.. أعادتنا واقعة وفاة التلميذة “غزلان ب. ” جراء انقلاب بيكوب نقل العاملات الزراعيات من تيزنيت إلى ضيعات شتوكة إلى واقعنا المرير.. واقع الفقر والتهميش والحط من الكرامة وتشغيل الأطفال المسترسل قبل وخلال كورونا..
التلميذة العاملة الزراعية كان من المنتظر ان تلتحق خلال هذا الدخول المدرسي بالثانية باك مهني/ خدمات بثانوية الوحدة التأهيلية لم تكن معنية باختيارات الوزارة القربعدية ولا حتى بتاريخ اجتياز الامتحان الجهوي.. ولا بكونها احد فئران تجارب المسلك المهني الذي أريد له ان يكون مشتلا لليد العاملة الرخيصة.. غزلان شهيدة الخبز الحافي اختصرت مسافات الزمن المغربي واتجهت رأسا نحو حتفها تحت عجلات اقطاعيي ضيعات شتوكة تحت رعاية الدولة والحكومة وسلطاتها المحلية والأمنية ومصالحها الخارجية..
لروحها السلام ولأسرتها الصبر والسلوان.. ولنا التباكي على وسائل التواصل الاجتماعي في انتظار مصير مشابه محتوم.
4_الفاعل الجمعوي محمد بحراني.
في الوقت الذي انشغل فيه المغاربة بعناوين وردية عريضة في الإعلام العمومي تتقدمها خلطة أمزازي الساحرة للتعليم وابتسامة العثماني العريضة وأجهزة تنفس وعد بها العلمي وجربها على نعجة وأسرة طبية مغربية الصنع وغيرها، انقلبت اليوم عربة تقل عاملات يشتغلن في الضيعات الفلاحية بين مدينتي تيزنيت وأكادير، لقيت فيها تلميذة حتفها وأصيبت أخريات بكسور ورضوض.
الحادث ليس عاديا كما يعتقد كثيرون، لأن الضحية هذه المرة تلميذة في ثانوية الوحدة بمدينة تيزنيت وتقطن مع أسرتها في “الزاويت” بضاحية أكلو، واختارت العمل من أجل توفير كتبها وأدواتها المدرسية تأهبا لموسم فشل المسؤول الأول عليه حتى في وضع تصور قار لما سيكون عليه.
الشابة “غزلان” التي اختارت الإشتغال داخل البيوت البلاستيكية مقابل أجر زهيد وانتهت حياتها تحت عربة مجنونة.. دماؤها على عاتق السلطات باشتوكة، التي تتفرج بشكل يومي في مسلسلات من التحقير والإذلال في حق مغاربة اغتصبت كرامتهم ومُرّغت في الوحل، وعوض أن تتدخل لوضع حد لتراجيديتها تصطف إلى جانب الباطرونات.
“غزلان” التي تقطع بشكل يومي مسافة تقرب الـ 100 كلم، لا تتسقل طائرة، بل عربة محشوة بنساء أخريات كثيرات، في غياب تام للتباعد الجسدي الذي يسهر على تطبيقه رجال الأمن ورجال السلطة أمام عدسات ” الصحافيين”فقط، ثم إنها تمر على عدد من السدود الأمنية صباح مساء على طول المسافة التي تقطعها، يحدث هذا كله في عز حالة الطوارئ وتشديد المراقبة وتكثيف الحملات في مدينة الفضة التي افتض الفيروس بكارتها بعد عفة طويلة وانتشر في ربوعها.
من المؤسف جدا أن تموت تلميذة وهي تطارد لقمة العيش بين أنياب الذل والتحقير، سيما أنها كانت وفق ما قالت شقيقتها تطمح للذهاب بعيدا في دراستها، وكانت تحلم بالهجرة إلى الولايات المتحدة الأمريكية، لكن فساد مسؤولين كثر في هذه البلاد أجهضوا كل أحلامها قريبا من منطقة ماسة.
فلينم عامل إقليم تيزنيت وعامل إقليم اشتوكة أيت باها ومسؤولو الدرك والأمن الوطني مرتاحي البال لأن شيئا لم يحدث البتة، ولترتح ضمائر الباطرونات الذين يجنون الأموال بعرق المستضعفين، وسلام على أشباه النقابيين الذي تكمم أفواههم بدريهمات… لكم لقاء مع غزلان أمام الله….
مناقشة هذا المقال