اشتكت مجموعة من الجمعيات من “ترامي” الرعاة الرحل على الممتلكات الفلاحية لساكنة سوس، بعد تسجيل “اعتداءات” جديدة نواحي تيزنيت، داعية وزارة الداخلية إلى احتواء الوضع لتفادي الاحتقان القائم في صفوف الأسر.
وأشارت مصادر محلية إلى وقوع مناوشات بالجماعة الترابية “إريغ نتهالة” بإقليم تيزنيت في الأيام الماضية، بفعل ما وصفته بـ”الهجوم غير المبرر” لبعض الرعاة الرحل على الأراضي الزراعية للسكان.
وتابعت المصادر ذاتها بأن “عشرات الرعاة الرحل اقتحموا بعض دواوير الجماعة الترابية، بما يشمل إليك وأنغار وبوتابي وأمرخسين وتيرمتمات، مرفقين بجحافل من رؤوس الغنم والماعز والسيارات والصهاريج، ما تسبب في تلف المحاصيل”.
وأوضحت الشهادات المحلية ذاتها أن “الرعاة الرحل لم يحترموا مقتضيات القرار العاملي بتيزنيت رقم 74، بتاريخ 29 أبريل 2022، القاضي بمنع جني وجمع ثمار الأركان، وكذا الرعي الجائر بجميع أنواعه طيلة فترة ما يسمى الأكدال”، مشددة على أن “الهدف من القرار العاملي هو ضمان نضج الثمار قبل جنيها من المواطنين”، ولافتة إلى أن “ممارسات الرعاة الرحل من شأنها المساهمة في اندثار هذا الموروث الإيكولوجي الذي يميز منطقة سوس”.
وأشارت الجمعيات المحلية، وفق ما كشفته لجريدة هسبريس الإلكترونية، إلى أن “وزارة الداخلية ينبغي أن تتدخل بحزم وصرامة للحفاظ على سلسلة الأركان، اعتباراً لأهميتها الاقتصادية والاجتماعية بالنسبة إلى الساكنة القروية”.
وبهذا السلوك، تضيف شهادات السكان، تضررت العديد من الأشجار المثمرة بتزنيت، داعية السلطات العمومية إلى تسوية الموضوع بصفة نهائية بسبب تكرار “الاعتداءات” بين الفينة والأخرى في جهة سوس ماسة بشكل عام.
لذلك، وجهت الجمعيات شكاية جديدة إلى عامل إقليم تيزنيت لمطالبته بإبعاد ماشية الرعاة الرحل عن الأراضي الفلاحية لسكان “إريغ نتهالة”، مشيرة إلى أن السكان طالبوا الرعاة باحترام الممتلكات الخاصة بطريقة ودية، غير أن ذلك لم يفضِ إلى نتيجة ملموسة، بتعبيرها.
وبررت الجمعيات الشكاية، التي اطلعت عليها هسبريس، بـ”تفاقم المشكل الاجتماعي والأمني بالمنطقة، في ظل تكرار اعتداءات الرعاة الرحل”، مناشدة وزارة الداخلية “اتخاذ التدابير العاجلة بغية إنصاف أصحاب الحقوق، وردع المخالفين”
مناقشة هذا المقال