لا يختلف اثنان عاقلان وربما حتى أن كانا غير عاقلين في ان النصف الشرقي لمدينة تزنيت ،أي كل الأحياء المتواجدة شرق الطريق الوطنية رقم1 (أكادير .كلميم)يعيش عزلة رهيبة وكأني بقرية منكوبة على ضفة مدينة تبدو في وسطها ونصفها الغربي جميلة وهادئة.
الضفة الشرقية للمدينة ،يمكن اعتبارها المكب الخلفي للمدينة ككل ،فرغم أهمية الكثافة السكانية بها ،لا تتواجد بها سوى اعدادية واحدة وثانوية واحدة لا تشمل كل التخصصات ،وغياب مطلق لحديقة تليق بآلاف المواطنين مما يرغم الجميع على اتخاد خلفيات المنازل مكانا للتأمل
Sa
ما يزيد الطين بلة ،تمركز سوق الماشية في قلب هذا الشريط ومزبلة بلدية كبيرة تزكم يوميا ،انوف الساكنة و ضيوفها خاصة بالليل حيث يثوق الجميع للراحة واستنشاق هواء نقي ،فالسوق مثلا يتخم الساكنة بكل اشكال الازبال والقادورات والجيف المترامية هنا وهناك والروائح الخانقة التي تهب من كل حدب وصوب .أضف الى ذلك ،الروائح الكريهة المنبعثة بين الفينة والاخرى من المسلخ البلدي المحادي للسوق كذلك.
2
هذا النصف الشرقي للمدينة ،طرقاته حفر وممراته مهتراة، وكل شيء فيه يدل على التهميش والاحتقار وسوء التدبير اذا ما قورن بالضفة الغربية للمدينة.
هذا الجزء من مدينتنا تكتسح الموت ارجاءه السفلية وتعلوه موت تتربص به من السماء ،انها أسلاك التيار الكهربائي عالي الثوثر والذي يشكل خطرا حقيقيا على صحة وسلامة الساكنة بشكل مستمر، قد يضرب في أي وقت وفي أي مكان من هذه الرقعة المهمشة،اما ليلا فحدث ولا حرج :كلاب ضالة،ظلام دامس…..
الضفة الشرقية للمدينة تفتقر او تنعدم بها المنشآت التي من شأنها تنمية وتطوير كافة الأحياء المكونة لها وكافة شرائحها العمرية ذكورا واناثا.المنتخبون طبعا،اذا ما توفرت لديهم الرغبة والغيرة على كرامة وحقوق مواطني هذا الخندق من المدينة ،فقد يبرهنون طبعا على ذلك بتفعيل سياسة تنموية ديمقراطية للمدينة بكل تمفصلاتها.
رئيس جمعية حي الاتفاق.
مناقشة هذا المقال