بدعوة كريمة من الصديق عبد الرحيم أوخراز حضرت لأمسية ثقافية وفنية بفضاء جميل إختار له الحاضرون تسمية “الزاويت نوسنفلول” أي “زاوية الإبداع”.
يتعلق الأمر بإقامة خاصة في ملكية الفاعل التربوي والثقافي عبد الرحيم أوخراز, بنيت في قلب مجال شجر أركان بجماعة أولاد داحو, عمالة إنزكان أيت ملول. مهندس المكان جعل منه فضاء للإستراحة والإستجمام والتكوين والتثقيف.
في مداخلتي خلال هذا اللقاء أثرت الإنتباه إلى أهمية هذه الدينامية الثقافية التي ظهرت بعيدا عن المؤسسات الرسمية وبمبادرات شخصية فيما يعرف ب”البيوتات الثقافية” و”الصالونات الأدبية” و”المقاهي الثقافية”. وهذه الظاهرة الحميدة التي بدأت تتسع في سوس, وهي استمرار لتقليد “تيويزي” وثقافة “لجماعت” وحس المبادرة التنموية المعروف بالمنطقة, تستحق الاهتمام إذ نجد (الزاويت ن توسنا عند خالد ألعيوض, وله أيضا فضاء للا خويرة المطل على البحر, وفضاء أحمد الخنبوبي و “أرتيكمي” عند علي فايق و صالون أمجاد بإنزكان ومقر للا ميمونة بنفس المدينة ومقهى أسرير بتزنيت ومقهي أمازيغ كابريس بأكادير), ذون إغفال فضاءات خاصة بفن الروايس كما هو حال منزل الرايس جامع بتدارت. ومن المنتظر أن تظهر فضاءات أخرى كما أعلن عن ذلك بكل من أولاد جرار عند الأستاذ همام و عند الرايس إدحمو بإيحاحان.
هي إذن دينامية حقيقية لازال الوقت مبكرا لتقييمها, لكنها تنبئ باستمرار شعلة الثقافة من خلال حملها من طرف أشخاص ذاتيين وبإمكاناتهم الشخصية. هذه الدينامية في نظري, وكما جاء في كلمتي, تحتاج للمواكبة في أفق وضع تنسيق معين بناء على برمجة سنوية واستراتيجية تواصلية وتحديد الأهذاف المرجوة. فمثل هذه الإقامات تصلح أيضا إلى جانب الأمسيات العفوية لأنشطة أخرى تدوم مدة أطول من قبيل “الإقامات الفنية” و”لقاءات تكوينية” و”خلوات فكرية”, وبعضها يصلح حتى لمخيمات ربيعية أو صيفية. كما تطرقت لأهمية التكوين في البكالوريوس الذي تقترحه كلية اللغات والفنون والعلوم الإنسانية بأيت ملول والتي وضعت التكوين في “مهن الثقافة” وكل ما يتعلق بالتراث والفنون في علاقتها بالتنمية في قلب اهتماماتها. والأكيد أن الحاجة ملحة اليوم لوضع جسور التواصل بين هذه الكلية و البيوتات الثقافية المحيطة بها.
مناقشة هذا المقال