أحتفظ بذكريات جميلة في أفتاس (مرفأ) سيدي بولفضايل منذ أن كان مجهولا من طرف العموم قبل تعبيد الطريق الرابط بين أكلو و كريزيم المؤدي لميرلفت. يعتبر أفتاس مقر عمل أغلب رجال الدوار, وضمنهم والدي في منتصف القرن الماضي, الذين كسبوا تجربة مهمة في مجال الصيد البحري منذ استعمالهم ل “أغرابو” في القرون الماضية وما يرتبط به من تقنيات الصيد التقليدي, قبل تعويضه اليوم ب”تانفلوكت” وتقنياتها العصرية. وحتى نساء الدوار لهن معرفة مهمة وتجربة, خاصة مع فواكه البحر (تانكروزت, تيكري, أزايز,…) التي تزخر بها صخور هذا الساحل.
لقد عرف المكان في السنوات الأخيرة تحولات عدة وسيعرف تحولات أكبر مستقبلا خاصة بعد الحديث عن مشروع تحويله لمرسى كبير, قد يحتضن جزءا كبيرا من أنشطة ميناء أكادير الحالي, ثم ظهور مركبات ومنتجعات سياحية وتجزئات سكنية.
زيارتي لأفتاس (للإشارة قد يفقد هذا الإسم مستقبلا ويعوض باسم المرسى الذي بدأ الزوار يستعملونه, وحتى لوحة الإشارة كتب عليها “مرفأ” وليس أفتاس), زيارتي رفقة الصديق بوبكر كانت فرصة للدردشة مع بعض البحارة من أفراد العائلة, والحضور لحصة إعداد مستلزمات الصيد الذي سيبدأ في فجر اليوم الموالي. معلومات غنية وممارسات ومشاهد, تتخللها لحظات هزل ومرح, قد يكون جيلي آخر من يراها أمام التحولات الكبيرة التي يعرفها المجال.
لقد كان موقع ميناء أكادير شبيه بأفتاس سيدي بولفضايل اليوم, وقليلون من الجيل الحالي من يعرفون كل المعلومات والمعجم و الممارسات البحرية التي كان سيدي بولقنادل شاهدا عليها.
مناقشة هذا المقال