رد علي بوطوالة، الكاتب الوطني لحزب الطليعة الاشتراكي الديمقراطي، على تصريح لحسن الداودي القيادي بحزب العدالة والتنمية، والوزير المنتدب لدى رئيس الحكومة المكلف بالشؤون العامة والحكامة، الذي اعتبر فيه أن المغاربة ينتقدون أوضاع البلاد لأنهم ورثوا ثقافة سوداوية عن اليسار، قائلا (بوطوالة): “لولا تضحيات اليسار ما أصبحت وزيرا”.
واضاف بوطوالة في تصريح لـ”آشكاين”، أن “الداودي الذي اعتبر أن نظرة المغاربة التي وصفها بالسوداوية، على ما تقوم به الحكومة، وأنهم ورثوها عن اليسار، نسى أنه لولا ثقافة اليسار وتضحياته ونضاله لما وصل هو ورفاقه إلى الحكومة وما استمروا في المسؤولية لهذا المستوى”، معتبرا أن “تضحيات اليسار أو على الأقل الرصيد الكفاحي للشعب المغربي والذي ساهم فيه اليسار الذي قاد ذلك الكفاح لمدة نصف قرن هي التي مكنت العدالة والتنمية من الوصول للحكومة”.
ويرى القيادي اليساري، أنه “بدون نقد في أي مجتمع يعني سيادة الفكر الأحادي، وهنا فإنه من المعروف أن منهجية البيجيدي تعتمد على نزوعه للإجماع والإجماع كما قال أحد الباحثيين الفرنسين هو إما كابوس أو حلم، لأن الإجماع لا يتحقق حتى في الإيمان بالله إذ أن هناك من يؤمن بالله وأخر لا يؤمن، فبالأحرى يكون إجماع في القضايا السياسية والإقتصادية والاجتماعية، خاصة وأن تدبير الشأن العام سواء المتعلق بالدولة أو الحكومة أو الجماعات الترابية يعرف نواقص”.
وأكد بوطوالة أن المغرب يتميز دائما بالتناقض بين الخطاب والممارسة، النقد ضروري لردم هذه الهوة وللتنبيه لخطورة التناقض بين الشعارات المعلنة والواقع المعيش الذي هو واقع لا يرتفع لأنه عنيد، مهما حاولنا تجميله، لأن المواطنات والمواطنين الذين يعانون من شظف العيش ومن الأوضاع المزرية ويخوضون معارك إجتماعية لا يحتاجون لنقد اليسار ليعرفوا الحقيقة بل إن نقدهم للأوضاع يكون أكثر جذرية وأكثر حدة من نقد قادة اليسار وأحزاب اليسار”.
ويشار إلى أن الداودي صرح بأن “للمغاربة عندما تنتقدون، جيد، لكن إقترحوا وقارنوا المغرب مع دول أخرى التي هي في مستواه”، وتابع: “الذي يقول لا تقارن المغرب مع سويسرا فلا تقارن أنت المغرب في معدل البطالة مع معدل البطالة في سويسرا أو دول أروبية أخرى، يجب أن نكون واقعيين”، مضيفا: “هذا مع الأسف منهجيتنا هي منهجية سوداوية إنتقد إنتقد إنتقد. ورثنا الثقافة التي كانت في اليسار، ورثناها وأصبحت عامة عند المجتمع ليس هناك إلا من ينتقد وليس هناك إلا من يصرخ حتى الذي عنده أجرة كبيرة لازال يصرخ”.
بقلم خالد يونسي موقع “اشكاين”
مناقشة هذا المقال