حاوره : عبد الله افيس
بعد أن شارك العديد من الامازيغ و الهيئات المدنية المنضوية تحت لواء الحركة الأمازيغية؛ في مسيرتين احتجاجيتين بالرباط والعاصمة الإقتصادية البيضاء، واستقطاب آلاف المواطنات والمواطنين من مختلف مدن المملكة، وذلك إحتجاجا على ما اعتبروه “سياسة نزع الأراضي”،ومعاناتهم مع الرعاة الرحل ، والاعتداءات المتكررة على المواطنين في عقر دواويرهم من طرف من أسموهم ” اجكان ” ومطالبة حكومة العثماني بإتخاذ إجراءات عاجلة لإيقاف زحف الرعي الجائر على محاصلهم الفلاحية والزراعية.
اعتبر العديد من الحقوقيين والنشطاء المدنيين “مسيرة الأرض ” إنبعاثا جديدا للحركة الأمازيغية، باعتبار أنها هي من حشدت للمسيرة وتحملت عناء التنظيم، وأجمعوا على أن الحركة ستشهد تحولات عدة مستقبلا بعد هذه المحطة، خصوصا في ما يتعلق بالمطالب التي سطرها المحتجون.
وفي هذا السياق سنحاور الناشط الأمازيغي عبد الله بوشطارت صحفي بالقناة الثامنة ” تامازيغت” وواحد من مناضلي الحركة الثقافية الأمازيغية في هذا الخصوص :
سؤال : بداية استاذ عبد الله مرحبا بك في “موقع اتيك ميديا” ، ماهي ارتساماتك حول الوقفتين ؟
جواب : مرحبا ..مسيرة 25 نونبر هي مسيرة تاريخية عظيمة وستبقى خالدة في تاريخ النضال الامازيغي والشعب المغربي عموما ..لانها شكلت ملحمة كبرى من أجل الأرض.. لأول مرة يخرج المغاربة بذلك العدد الضخم لكي يدافعوا عن أرضهم وقضايا تهم حياتهم اليومية …في القبل كان المغاربة يحتجون بتلك الكثافة تضامنا مع قضايا تهم شعوب بعيدة عنهم بالالاف الكلمترات.
والجميل والمثير في هذه المسيرة، هو مشاركة جميع قبائل سوس والجنوب من ايحاحان الى قبائل ايت باعمران واكلميم ، فالناس حضروا حاملين لافتات اسماء قبائلهم ودواويرهم عوض اسماء جماعاتهم واقاليمهم الادارية ،وهي الاسماء التي حددتها الداخلية والسلطة ،وبالتالي فهي مسيرة شعبية خارج البنية المخزنية والحزبية .
سؤال : عدد المشاكرين في هاتين الوقفتين فاق كل التوقعات ،توافد المحتجون من كل مدن المغرب ومداشره . هل بدأ الأمازيغ يستشعرون الخطر ؟
وهل أوصلتم الرسالة للقطاعات الحكومية ؟
جواب : صحيح المتظاهرون جاءوا من كل مناطق المغرب وبصفة اساسية من الجنوب ، يعني من تانسيفت إلى وادنون وجاءوا حاملين لافتات قبائلهم
لان هذه المناطق الاطلس الكبير وسوس والاطلس الصغير هي التي يتوافد عليها الرعاة الرحل،الناس الذين خرجوا الى الشارع خرجوا بعد ان تعرضوا لمسلسل من الاهانات والاعتداءات ،ليس فقط على مستوى الرعي الجائر الذي يزحف على ممتلكاتهم واشجارهم وحقولهم، بل طال حتى كرامتهم ،حيث توجد حالات خطيرة من الاعتداءات والاغتصاب والحط من الكرامة كتصوير هذه الاعتداءات التي يتعرض لها الساكنة من قبل عصابات الرحل.
طبعا الحركة الامازيغية قادت هذا الحراك ،اولا لانها حركة اجتماعية تشتغل ميدانيا يعني لها تنظيمات جمعوية وعرفية داخل المجتمع اشخاص، ومجموعات ثانيا لانها هي الحركة التنظيمية الوحيدة التي تجعل من قضية الارض والثروات والموارد قضايا ذات اولوية ،ان لم نقل الارض قضية مقدسة.
في ادبيات الحركة الامازيغية منذ زمن بعيد، فالارض تاتي في المرتبة الثانية في الثالوث الامازيغي بعد الانسان، فالامازيغ ليس انهم استشعروا بالخطر، بل لم يعودوا يتحملون سياسات الاقصاء والحكرة التي تطبقها الدولة المركزية عليهم منذ 1912.
وبخصوص الرسالة فقد وصلت ليس الى القطاعات الحكومية فقط ،وانما وصلت إلى الجميع، الى الدولة والى المجتمع والى العالم،الحكومة متجاوزة وليس لها رؤية واضحة في طريقة التعامل والتفاعل مع المطالب المرفوعة في بيان 25 نونبر.فهذا البيان حسب نظري يجب ان يكون ارضية مشتركة ليس فقط للذين شاركوا في المسيرة وانما لجمبع المغاربة .
نحن نوجه خطابنا إلى الدولة لكي تفتح مع الامازيغ حوارا سياسيا شاملا بدون قيد ولا شرط ،من اجل اعادة الامور الى نصابها والتأسيس لدولة المواطنة الحقة،فالامازيغ تعرضوا للاقصاء السياسي في التعاقد المبرم بين المخزن ومايسمى الحركة الوطنية وفرنسا في سنة 1944،فيما يسمى بتقديم عريضة المطالبة بالاستقلال، فمشكل الارض ومشكل الهوية والمشكل الثقافي وحكرة الامازيغ ومناطقهم وازاحة اعرافهم وتشويه سمعتهم وربطهم بالتفرق والانفصال، كلها امور بدأت في لحظة التعاقد السياسي في سنة 1944، وما يحدث في الريف حاليا هو نتيجة لذلك، وترون الان فشل الحكومات والاحزاب التي خرجت من رحم الحركة الوطنية ، الذين وضعوا شعار مركزي لهوية الدولة وهو العروبة والاسلام، يعني الامازبغ بخلاصة وقضية الارض مرتبطة بطبيعة الدولة اليعقوبية.
سؤال :ماصحة بعض الادعاءات التي تروج في وسائل التواصل الاجتماعي وبعض المواقع الإلكترونية حول تآمر بعض الاحزب على التنسيقيات المحتجة ؟
الاحزاب مع كامل احترامي لبعض النزهاء، داخلها فهي فاقدة للشرعية في المغرب لاسباب عديدة يطول شرحها ، بعد حراك الريف لم نعد نتحدث عن وجود احزاب في المغرب.
ظهر مفهوم اخر هو الدكان ،وحتى اصحاب هذه الدكاكين لا يتوفرون على مفاتيحها ، يعني القرار ليس بيدها، طبعا لا نعمم ولكن نتحدث عن الاحزاب التي تتصدر المشهد.
فالمستقبل سيعرف تأكيد هذا الكلام، يعني موت الاحزاب كمؤسسات سياسية فاعلة ومنتجة ومنخرطة ومستقلة في القرار السياسي ، الاحزاب غير مستقلة ومانشاهده اليوم من صنع للاحزاب ومحاولة تمييع الحياة السياسية لدليل على ذلك، الاحزاب لم تعد قادرة على اقناع الناس ومواكبة مشاكلهم وتعبأتهم فبالرغم الرفع من ميزانيتها الا انها ستبقى ضعيفة لانها اصبحت الة من اليات التسلط وشرعنة السلطوية .
فالاحزاب تسعى الى تدعيم السلطوية للحفاظ على مصالحها ومصالح اللوبيات الاقتصادية والمالية فلا يمكن ان تدافع عن مصالح الشعب والمقهورين.
سؤال: ماذا عن المستقبل خاصة وان هناك حديث عن حوار مع المسؤولين الحكومين ” رئيس الحكومة ، ووزير الفلاحة ” هل هناك توافق بخصوص المطالب، وماذا عن التجاوب مع انتظاراتكم كمحتجين؟
أو تتجهون إلى التصعيد وتنظيم مسيرات احتجاجية أخرى ؟
جواب : ليس هناك تجاوب مع الحكومة، الحكومة لا تحترم ذكاء الناس الذي خرجوا الى الشارع، اصلا حسب ما تتبعنا من اخبار وتداعيات الحوار ، فاعتقد انه ليس هناك حوار ، فقط جلسات استماع، لان الحكومة غير مستعدة للتفاوض على اهم القضايا الاساسية والتي تجسد عمق المشكل ، وهي قضية التحديد الملك الغابوي بظهائر الاستعمار، وحتى قانون المراعي تشبتت به الحكومة واعتبرته بمثابة قرآن منزل ، وانما هو قانون عادي .
يعني الحكومة استمعت للتنسيقيات فقط واكدت انها غير مستعدة لتلبية المطالب، وأنا اقول لكم ان المشكل مرتبط بالتعاقد السياسي ل 1944 الذي اعطى لنا دولة 1956.
الامازيغ ماكينينش فهاد التعاقد وبالتالي ستستمر المشاكل بين الامازيغ والدولة، والدليل هو تأخر وتعنت الحكومة في اخراج القانون التنظيمي لتفعيل الطابع الرسمي للامازيغية، ولكن قانون الرعي خرجوه وكايطالبو بالتسريع التنزيل حيث الدولة تريد اراضي الامازيغ ولا تريد اللغة الامازيغية ،المشكل سياسي.
ختاما؛ كلمة اخيرة:
نتمنى من الدولة ان تتفاعل مع مطالب الحركة الامازيغية، وعلى رأسها اطلاق سراح معتقلي الريف، والغاء ظهائر الاستعمار وحماية اراضي القبائل والتسريع باخراج القانون التنظيمي لترسيم الامازيغية ، فالدولة واحزابها تراهن على الوقت، ولكن الامازيغية تموت مع تضيبع المزيد من الوقت.
مناقشة هذا المقال